تعيش مدينة تيزنيت على وقع غضب عارم طيلة الأيام الأخيرة بعد أن تكررت اعتداءات وتربصات مست حياة المواطنين قام بها مرضى نفسيون ومختلون عقليون أخلي سبيلهم بالمدينة، بعد أن جيء بهم من العاصمة الرباط عبر حافلات، ليتسبب ذلك في إرباك كبير للحياة العامة، حيث تقاطرت شكايات على مصالح الأمن تحثها على ضرورة تدارك الوضع والعمل على توفير السلامة اللازمة. وحسب مصادر محلية، فقد حلت حافلتان تقلان مختلين عقليين بالمدينة يوم الجمعة الماضي، وهو ما تفاعلت معه الأغلبية المسيرة لمجلس المدينة، التي تساءلت بدورها حول "دواعي إغراق المدينة بمتسولين ومختلين عقليا ومهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء، وعن السبب الحقيقي وراء اختيار تيزنيت كفضاء لاستقبال هؤلاء في غياب أدنى الشروط الإنسانية من مراكز الاستقبال والبنيات الصناعية والاقتصادية الكفيلة بتشغيلهم وضمان الحد الأدنى من العيش الكريم". واستنكرت الأغلبية "إغراق المدينة بالمختلين والمتسولين، ضدا على إرادة الساكنة وحقها في العيش الكريم، في أمن وطمأنينة"، داعية السلطات المحلية إلى "التدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة". ووجه إبراهيم بوغضن، النائب البرلماني عن دائرة تيزنيت، سؤالا إلى وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، مشيرا فيه إلى أن "نقل أفارقة جنوب الصحراء صوب تيزنيت له آثار سلبية على النسيج الاجتماعي لمدينة متوسطة مثل تيزنيت"، لافتا إلى أن "المهاجرين يعيشون في أوضاع إنسانية مزرية لعدة أيام قبل أن يقرروا مغادرة المدينة صوب شمال المملكة مجددا". وتساءل البرلماني ذاته عن "دواعي اختيار مدينة تيزنيت بالضبط، وما هي التدابير التي سيتم اتخادها لوضع حد للمشكل القائم؟"، مشددا على أن "واقع حال الترحيل يتراوح بين تفريغ أفارقة جنوب الصحراء، والانتشار بالمدينة، والتسول على جنبات الطريق، ثم المغادرة نحو الشمال".