نورالدين إكجان تحولت مدينة تيزنيت خلال الأيام القليلة الماضية إلى حاضنة لمهاجرين من دول جنوب الصحراء الافريقية الكبرى الذين تقذف بهم السلطات من الناظور و مدن شمال المملكة، إذ لاحظ السكان تواجد مواطنين من جنسيات مختلفة في محور المدينة، وفي العديد من الأحياء، باحثين عن دريهمات تمكنهم من العودة إلى طنجة أو الناظور، من أجل التقاط غفلة يتجهون في غضونها نحو “الفردوس الأوروبي”. الترحيل تجاه مدينة بعينها جذب كبريات الصحف الإسبانية صوبها، حيث حل بتزنيت مراسلو منابر من المملكة الإيبيرية، وطاقم قناة “فرانس 24” الفرنسية ، لاستقصاء دواعي اختيار “عاصمة الفضة” بالضبط؛ فيما يتساءل فاعلون محليون عما إذا كانت الدولة “تعتبر تيزنيت ‘الجَّايحَة'؛ التي يُبعد إليها غير المرغوب فيهم داخل هندسة المغرب النافع”، بتعابيرهم. متحدثون من داخل المدينة أكدوا أن “المهاجرين المبعدين يكتفون بالنوم في العراء، والتقاط بعض الغذاء والشراب من سكان المنطقة، دون أدنى رعاية صحية؛ فيما تحاول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ضمان الحد الأدنى لتطبيبهم، في ظل غياب أي مبادرة رسمية تبت في أوضاعهم المزرية”. وفي هذا الصدد قال عبدالله بوشطارت، فاعل مدني بالمنطقة، إن “القيام بتنقيل المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء صوب مدينة تيزنيت يتكرر دائما”، متسائلا عن دواعي اختيار هذه المدينة بالضبط: “هل هي بداية البادية على المستوى الجنوبي؟ هل هي مطرح بشري على هامش مناطق لا تريد الدولة أن يتواجد بها هؤلاء المهاجرون”. وأضاف بوشطارت، في تصريح أن “الدولة لا تريد أن تتواجد هذه الفئة من المهاجرين في مدن مراكش والدار البيضاء، وبالتالي تنقلهم صوب المناطق غير المفكر فيها، مثل تيزنيت وأكليميم وطاطا، وهو ما يوضح بشكل جلي تميزها في مقاربتها للمجال”، متسائلا: “هل تيزنيت هي جَايْحَة المغرب الممركز؟”. وأردف المتحدث بأن “تيزنيت لا تتوفر على بنية جيدة لاستقبال المهاجرين، ما يجعلهم يبيتون في العراء، ويطرحون في الشوارع”، مشيرا إلى أن “المقاربة المغربية الحالية للهجرة غير النظامية تقنية ولا علاقة لها بأي رؤية إستراتيجية، فأغلب المهاجرين المرحليين صوب تيزنيت يعودون إلى طنجة مباشرة بعد تحصيلهم ثمن ركوب الحافلة، وهو ما يجعل أمر الترحيل مجرد هدر للمال والوقت”، وفق تقييمه.