موازاة مع زيارة المغرب من طرف المبعوث الأمريكي جاريد كوشنير، المكلف بالقيام بمساعٍ لإقناع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدعم مخطط "صفقة القرن"، ندّدت ثلاث هيئات مغربية بزيارة صهر الرئيس الأمريكي إلى المملكة، معتبرة أنها تندرج ضمن "الهجمة الصهيوأمريكية على شعوب الأمة العربية والإسلامية". ودعت كل من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إلى خوض وقفة احتجاج أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء يوم الجمعة المقبل، الذي يتزامن مع يوم القدس العالمي، "احتجاجا على صفقة القرن المشؤومة"، وفق تعبيرها. وقالت الهيئات الثلاث، في بلاغ مشترك، إن "الغاية من زيارة جاريد كوشنير إلى الرباط، هي تسويق صفقته والدفع بالمغرب إلى المشاركة في ما يسمى مؤتمر البحرين الاقتصادي الصهيوتطبيعي"، مضيفة أنّ "واشنطن تسعى إلى تنزيل أجندة الفوضى الخلاقة لتصفية قضية فلسطين وفرض ما يسمى صفقة القرن؛ بتواطؤ مكشوف مع بعض أنظمة المنطقة". وكان الملك محمد السادس قد استقبل، مساء أمس الثلاثاء، جاريد كوشنير، وهو صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المكلف بالترويج لخطة السلامة الفلسطينية الإسرائيلية المعروفة ب"صفقة القرن"، وتباحث معه حول القضايا الثنائية، والتطورات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إنّ موقف المغرب من القضية الفلسطينية ومن القدس واضح، مضيفا: "أعتقد أن المغرب سيتشبث بموقفه المبدئي؛ لأن الملك هو رئيس لجنة القدس، ولن يتنازل عن القدس وعن فلسطين". واستطرد السفياني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا: "الموقف الذي عبّر عنه المغرب إزاء ما يسمى صفقة القرن جيّد، ونحن نثمن هذا الموقف الذي يعضده الموقف الشعبي، والذي طالما عبر عنه الشعب المغربي". وجوابا عن سؤال حول احتمال مراجعة المغرب لموقفه إزاء "صفقة القرن" إذا تمّ الضغط عليه من طرف الإدارة الأمريكية وحلفائه العرب الذين يدعمون الصفقة، استبعد السفياني هذا الطرح، وأورد: "لا أعتقد أن المغرب سيفرط في القدس، ولا أعتقد أن كوشنير سينجح في دفع المغرب إلى تأييد هذا المخطط الصهيوني". وعن استقبال الملك محمد السادس لجاريد كوشنير، وما إنْ كان هذا الاستقبال ينطوي على تزحزح الموقف المغربي، قال السفياني: "هناك فرق بين أن يشرب عراب الصفقة الحريرة مع الملك، وبين أن يحصل على تأييد ليأخذ معه القدس"؛ وتابع: "لو أنّ المغرب ينوي التفريط في القدس ما كان كوشنير أصلا ليأتي إلى الرباط ويحاول إقناع الملك محمد السادس بما لا يمكن إقناعه به". جدير بالذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى، من خلال "صفقة القرن"، إلى منح الحيز الأكبر من الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، على أن تقام "الدولة الفلسطينيةالجديدة" على أراضي قطاع غزة وما تبقى من أراضي الضفة الغربية التي لا تحتلها إسرائيل؛ في حين تصير القدس بشقيها، الشرقية والغربية، عاصمة لإسرائيل.