حتّى وقْتٍ قريبٍ، كانَ المغربُ يترقّب صفقة عسكرية هي الأولى من نوعها لاقتناء نظام الدفاع الجوي الرّوسي بعيد المدى S-400، الأحدث والأكثر قوة في سوق الأسلحة العالمي، إلا أنّ ضغوطاً أمريكية حالتْ دُون الحصول على منظومة الدفاع الرّوسي، لتنطلقُ بعد ذلكَ مفاوضات رسْمية مع أمريكا بشأنِ شراء محتملٍ لأنظمة صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ. ووفقاً لما نقله موقع Defensa المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، فإنّ "المفاوضات الأمريكية المغربية انطلقت بعد تراجع المملكة عن اقتناء منظومة الدفاع الجوي الروسي (إس 400) التي تعدُّ من بين الأقوى في العالم، لقدرتها على اعتراض الأهداف الجوية على بعد 380 كيلومترا والأهداف الباليستية في 60 كلم". وواجهت الصفقة العسكرية المغربية لاقتناء منظومة الصواريخ الرّوسية عراقيل قانونية تفرضها الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة أعدائها في العالم، وتسمّى "الكاتسا"، وهي عقوبات شملت إيران وكوريا الشمالية وروسيا. ويأتي هذا بعد أنْ أبدى المغرب اهتماما بشراء نظام الصواريخ الروسية S-400، إلا أن الضغوط الأمريكية ساهمتْ في تثبيط إتمام الصفقة مع الرّوس. وتعتبرُ منظومة "باتريوت" الدفاعية الجوية الأمريكية، التي تسْعى القوات المسلحة الملكية إلى اقتنائها، أفضل منظومة صاروخية لمواجهة الصواريخ المعادية وإسقاطها؛ لذا تعتمد عليها عدة دول بشكل أساسي في حماية أجوائها ومراكزها الإستراتيجية والحساسة خلال الحروب. ولتجنّب العقوبات، يعود المغرب اليوم بقوة إلى سوق الأسلحة الأمريكية، وفقًا لمصادر "دفنسا"، إذ تجري المملكة مفاوضات مكثفة مع الولاياتالمتحدة للتوصل إلى اتفاق محتمل بشأن شراء نظام الدفاع الجوي MIM. 104 باتريوت. ويفتقرُ الجيش المغربي إلى أيّ نظام دفاع جوي بعيد المدى، على عكس الجزائر المجاورة، التي اكتسبت في السنوات الأخيرة نظامًا صاروخيًا روسيًا وصينيًا متطورًا للغاية. وأشار المصدر ذاته إلى أنّ "امتلاك الجزائر لصواريخ روسية وصينية فيه تهديد صريح لاستقرار المغرب، وهو ما دفعه إلى البحث بشكل عاجل عن نظام للدفاع الجوي لتعزيز قدراته الجوية". وامتثالًا لقانون العقوبات الأمريكي، انسحب العديد من حلفاء الولاياتالمتحدة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والمغرب، من التعامل مع الروس، بينما يواصل العراق استخدام نظام الدفاع الجوي الروسي للضغط على الولاياتالمتحدة. ويمثّل نظام الصواريخ باتريوت نظاما دفاعيا صاروخيا أرض- متوسط المدى، مصمّما لمواجهة جميع التهديدات الجوية، سواء كانت عبر الطائرات المقاتلة أو بدون طيار، صواريخ باليستية أو حتى صواريخ طوف. ويذكرُ أنّ صفقة حصول المغرب على هذه المنظومة ستكون الأولى من نوعها، خاصة أن القوات المسلحة لا تتوفر على أيّ نوع من المنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ.