تواصل الجارة الإسبانية الضغط على التكتل الأوروبي من أجل زيادة الدعم المالي المخصص للمملكة في مجال محاربة الهجرة غير النظامية (الحريڭ)، بعدما سجلت ارتفاعا في عدد الوافدين غير الشرعيين إليها خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من الموسم الحالي، بزيادة قدرها 24 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2018، التي بلغ فيها معدل الهجرة السرية نحو 65 ألف مهاجر، بحسب أرقام وزارة الداخلية الإسبانية. ووفقا لما ذكرته صحيفة "إلباييس"، فإن الحكومة الإسبانية ضاعفت الضغط على الاتحاد الأوروبي على ضوء البيانات التي تتوفر عليها وزارة الداخلية، مشيرة إلى أن "سيمون مردو، مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والشؤون الداخلية، قد التقى بكل من إيلينا غارزون، المديرة العامة المكلفة بالعلاقات الدولية وقضايا الأجانب بوزارة الداخلية الإسبانية، وخوان إنريكي تابوردا، رئيس المفوضية العامة للأجانب والحدود". الاجتماع المنعقد في بداية شهر ماي الجاري، بحسب مصادر الجريدة الإسبانية، أكد فيه المسؤولان الإسبانيان ضرورة "زيادة الدعم المالي للمملكة"، وشددا على أهمية "إحداث بروكسيل لصندوق يهم مكافحة الهجرة السرية في المغرب، من خلال تخصيص مبلغ مالي قد يصل إلى 50 مليون يورو سنويا". وأشارت مصادر الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار إلى أن "المملكة لم تتوصل بعد بالدفعة المالية الأولية للاتحاد الأوروبي، التي تصل إلى 140 مليون يورو، منذ سبعة أشهر"، بحيث يفترض أنها ستستخدم لشراء معدات مراقبة الحدود، الأمر الذي تسبب في "استياء المملكة"، حسب ما أوردته المصادر عينها. ولا ترغب الحكومة الإسبانية في إعطاء المغرب أي ذريعة أخرى من شأنها وقف مراقبته الصارمة للحدود، تضيف الجريدة، مثلما وقع في فبراير الماضي، لكن بروكسيل تشتغل وفق إيقاعها الخاص، مشددة على أن "الدفعة المالية الأولية غير كافية للمغرب، لاسيما أن تركيا سبق أن حصلت على 600 مليون يورو في دفعتين من قبل التكتل الأوروبي في أعقاب أزمة الهجرة سنة 2015". كما ذكر المصدر ذاته أن مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والشؤون الداخلية التقى بوزيرة الدولة لشؤون الهجرة الإسبانية، كونسويلو رومي، التي أبرزت أنه "لا يجب ترك المغرب لوحده"، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على الدعم المالي للمملكة، مشيرة أيضا إلى أنها سوف "تطلب مساعدة إضافية من قبل صندوق اللجوء والهجرة والإدماج التابع للاتحاد الأوروبي، لتدعيم نظام الاستقبال والمساعدة الإنسانية التي تهم المهاجرين". ونبهت مصادر الصحيفة الإسبانية إلى "ضغط الهجرة الذي يزداد في ماي من كل سنة، حيث سجلت وزارة الداخلية ما يقرب 1165 مهاجرا غير نظامي وافدا على الديار الإسبانية خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح ماي وال 25 منه، لكن رغم ذلك لم يتم الوصول إلى الأرقام التي سُجلت في 2018؛ إذ وصل عدد المهاجرين في ماي لوحده نحو 3937 شخصا".