تواجه المقاولات المغربية، اليوم، عدة أنواع من جرائم الإنترنيت، حيث يقول الخبراء إنه ليس هناك مقاولة بمعزل عن هذه المخاطر المعلوماتية، إذ سُجّل في سنة 2017 لوحدها أكثر من 80 ألف هجوم من صنف (DDoS)، أي الذي يستهدف تعطيل خادم أو خدمة أو بنية تحتية بإغراقها بالبيانات، في المغرب. وقال سامي الأندلسي، مدير التسويق الخاص بالمقاولات ووحدة التخزين السحابي والدفاع المعلوماتي لدى "إنوي"، إن "ما يناهز 400 موقع للتجارة الإلكترونية في المغرب تعرض خلال سنة 2018 لهجمات، فضلا عن أنه جرى إحصاء أكثر من ثلاثة ملايين محاولة قرصنة أو هجوم معلوماتي". وأضاف الأندلسي، خلال لقاء صحافي عقد بمدينة الدارالبيضاء، أن شركة "إنوي" بادرت إلى إنشاء "مركز الأمن المعلوماتي"، الذي يضطلع بأدوار الرصد والمراقبة المستمرة وتحليل المخاطر والاستجابة الفورية". وأبانت المعطيات، التي كشفت عنها "إنوي"، أن "جرائم الإنترنيت تشكل أحد التهديدات الأكثر خطورة والذي يؤثر على استقرار واستمرارية المقاولات والمؤسسات في كل بقاع العالم، على اعتبار أنه تهديد شامل – قد يكون محدد الهدف أو عشوائيا – لا تسلم منه أي منطقة بالعالم، ولا أي تجارة، ولا أي قطاع". وتتعرض ملايين البيانات، غالبا ما تكون سرية جدا حسب شركة "إنوي"، للقرصنة بسبب الهجمات المعلوماتية (cyber-attaques) المختلفة والمتنوعة. كما أن هذه الهجمات، التي تكون دائما جد متطورة وغير متوقعة، تؤثر سلبا على استمرارية الخدمات الحيوية في مجالات إستراتيجية؛ من قبيل الدفاع والنقل والمالية والصحة. في 2018 فقط، تقول الدراسة التي قدمتها الشركة، كلفت الهجمات المعلوماتية الاقتصاد العالمي خسائر بلغت 445 مليار دولار. وحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن هذه الهجمات هي خامس خطر يهدد العالم في 2019، بعد الأخطار المرتبطة بالتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية. وأشارت الشركة إلى أن عرضها الموجه إلى المقاولات المغربية هو عرض كامل وقابل للتعديل، سهرت على إعداده كفاءات مغربية، ويضمن مواكبة ومساعدة مستمرة، فضلا عن أن مركز العمليات الأمنية القلب النابض لهذه الآلية يرتكز على شراكة مع “Symantec” الرائد العالمي في مجال الأمن المعلوماتي. وأوضح مدير التسويق الخاص بالمقاولات ووحدة التخزين السحابي والدفاع المعلوماتي لدى "إنوي" أن "مركز العمليات الأمنية، (SOC)، الذي دخل حيز الخدمة منذ سنة، هو الأول من نوعه بالمغرب والوحيد إلى حد الآن. وهو بنية تحتية متقدمة جدا وقادرة على رصد وتحليل وإعداد الرد، طيلة 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، على كل التهديدات المعلوماتية والهجمات الخارجية، والفيروسات التي يمكن أن تصل إلى الأنظمة المعلوماتية لزبناء "إنوي" من المقاولات". وأضاف الأندلسي: "مركزنا آلية مستقلة معززة بالخبرة المحلية وتشمل خدماته المغرب برمته، وسيساهم بفعالية في حماية المقاولات المغربية من الهجمات المعلوماتية، وسيعزز نطاق الدفاع المعلوماتي بالمملكة".