أشادت وزارة الخارجية الألمانية بالجهود التي بذلها المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كولر، بعد تقديمه استقالته المفاجئة لأسباب "صحية"، وفق ما أعلنته الأممالمتحدة. وأكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن ألمانيا ستواصل جهودها الودية من أجل الدفع بعجلة نزاع الصحراء إلى الأمام، مشيرا إلى أن بلاده ستستغل عضويتها في مجلس الأمن الدولي في 2020-2019 لتحقيق هذا الهدف. وأوضح وزير الخارجية أن الرئيس الألماني السابق المبعوث الأممي المستقيل "وضع الأسس لعملية تفاوضية ممكنة بين أطراف النزاع، يمكن أن تؤدي إلى حل واقعي وعملي ودائم في إطار الأممالمتحدة، ما يسمح لساكنة الصحراء بممارسة حقها في تقرير المصير". وأعربت ألمانيا عن شكرها العميق لهورست كولر "لالتزامه الدؤوب، والذي استطاع بعد أكثر من عقد من جمود الملف أن يجمع جميع الأطراف على طاولة واحدة". ولازال الغموض يلف استقالة المبعوث الأممي المفاجئة، وفي وقت اختارت أطراف النزاع (المغرب والجزائر والبوليساريو) الاكتفاء بالإشادة بجهود كولر والتأسف على الخطوة التي أقدم عليها. لكن بالعودة إلى الندوة الصحافية الأخيرة التي عقدها كولر بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات التي أشرف عليها شهر مارس الماضي، يتضح جانب من دواعي تقديم استقالته، خصوصا عندما عبر، لأول مرة، عن خيبة آماله بشأن جمود مواقف أطراف النزاع. وزاد الوضع في الجزائر من تعقيد مهمة المبعوث الأممي، إذ انعكست أزمة النظام الجزائري على الجولات التي عقدها كولر بشكل واضح من خلال حضور وفود مختلفة من هذا البلد في الجولة الأولى والثانية، بعد توالي الإطاحة بالمسؤولين الجزائريين، وهو الأمر نفسه كان سيتكرر في حالة انعقاد الجولة الثالثة. من جهتها، رمت مصادر جزائرية بمسؤولية استقالة كولر في ملعب المغرب، وقالت إن رحيل المبعوث الأممي "كان متوقعا لأنه لم يجد نفسه في وضعية مريحة"، وفق ما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وأشادت المملكة المغربية، عبر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بالجهود التي قادها هورست كولر منذ تعيينه في غشت سنة 2017؛ كما أثنت على "المثابرة والمهنية التي طبعت مهامه". وجددت المملكة دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وقالت إنها "ملتزمة بتحقيق حل سياسي واقعي وعملي ودائم، قائم على التوافق في إطار مبادرة الحكم الذاتي".