قالت مصادر هسبريس من إقليم طاطا إن "سلوى.ع" لفظت أنفاسها الأخيرة بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني في أكادير، الذي نُقلت إليه أمس الإثنين، بعد أن وضعت جنينها بأحد مستوصفات المنطقة وأصيبت بنزيف حاد. المصادر ذاتها كشفت أن المفارقة للحياة، وهي في ربيعها الثالث، قصدت مستوصف قيادة "تيسينت" بعد أن داهمها المخاض، حيث قررت المولدة نقلها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بطاطا بعد تدهور حالتها الصحية، وهناك حاول الفريق الطبي والتمريضي العمل على استقرار حالتها قبل توجيها إلى قسم الإنعاش بأكادير. فريد الخمسي، رئيس المرصد الدولي لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة، قال في تصريح لهسبريس إن "هذه الواقعة تُبرز بالملموس استمرار نزيف المس بحق الحياة للمواطنات والمواطنين في هذا الإقليم المهمش، من خلال تزايد أعداد الوفيات أثناء نقل المرضى من طاطا إلى أكادير بسبب عدم توفر التجهيزات الطبية الضرورية بالمستشفى المحلي بمركز طاطا، الذي تحول إلى شبه محطة وقوف لوصول وانطلاق سيارات الإسعاف التي لا يحمل بعضها من الإسعاف إلا الاسم". الفاعل الحقوقي ذاته حمَّل المسؤولية كاملة ل"كل الجهات المختصة، كل من موقعه، عامل الإقليم، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، رئيس المجلس الإقليمي، رئيس مجموعة جماعات الواحة، وغيرهم"، منددا ب "الاستخفاف بحياة وحقوق المواطن الطاطاوي البسيط والضحك عليه بالشعارات الخشبية المستهلكة، والذي تحالفت عليه ولسنوات قوى العبث والتسيب والفساد، في الوقت الذي تصرف فيه الملايين من الدراهم على البهرجة والتفاهات والولائم الدسمة"، على حد تعبيره. وطالب المتحدثُ الوكيلَ العام لمحكمة الاستئناف ب"فتح تحقيق عاجل ونزيه في هذه الفاجعة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، لأن حياة المواطنين بهذا الإقليم المنسي في خطر في كل لحظة وحين، بعدما أصبحت لا تساوي شيئا عند المسؤولين غير المسؤولين"، وفق قوله.