عودة إلى التقابل الإيديولوجي من بوابة الافتراضي بين الأوجه السلفية والحركة الأمازيغية، فتحته تدوينة للداعية الحسن الكتاني، بخصوص اعتماد حرف 'تيفيناغ" على مستوى الأوراق النقدية مستقبلا، حيث اعتبر الكتاني الأمر قد "تم في غفلة من الجميع، ويكرس التهميش والتضييق على لغة الإسلام والمسلمين"، في إشارة إلى اللغة العربية؛ وهو ما أثار حفيظة نشطاء قابلوا الشيخ السلفي بردود تنتقد موقفه من "تيفيناغ". التدوينة سارع الشيخ إلى حذفها بعد الجدل الذي أثارته؛ لكنه عاود نشرها، ردا على حملة "جاهلية" فيها شتم وكفر طالته، على حد قوله؛ فيما اعتبرت ردود العديد من النشطاء خطوة إقرار حروف تيفيناغ مسألة دستورية تعاقد حولها المغاربة، وتوجه نحو تنزيل القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي لجزء من الثقافة المغربية التي تعني جميع المواطنين. وفيما اتجه الكتاني إلى نشر تدوينات بالأمازيغية أرسلها معجبوه على صفحته، لم تستسغ التعليقات طريقة تعامل الشيخ مع حرف "تيفيناغ" والأمازيغية، مطالبة إياه بسحب الإساءة إلى اختيار ملكي حسم منذ بدايات الألفية الحالية، وراكم عبره الباحثون والخبراء إنتاجات غزيرة، مكنته من أن يصير حرفا معتمدا كذلك في دول ليبيا وجزء من الجزائر. وفي هذا الصدد، قال الفاعل الحقوقي أحمد عصيد إن "مشكلة السلفيين تكمن في أنهم يعيشون غربة هوياتية وإيديولوجية، حيث لا يشعرون بأدنى انتماء إلى المغرب، فهم يتبنون فكرة الأمة والخلافة، رغم أنها باتت بالية منذ سنوات"، مشيرا إلى أن "فهم السلفيين للأمور لم يعد ساريا على مستوى الدولة الحديثة، فالأمازيغية مؤسساتية ودستورية، وصار لها مشروع قانون سينظمها". وأضاف عصيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "غربة السلفيين هي التي تجعلهم لا يفهمون؛ فعبارة "في غفلة من الجميع" الواردة في نص الكتاني تفيد أن الرجل لا يدري أن حكومة بنكيران طرحت مشروعا يقضي بإدراج الأمازيغية ضمن الأوراق النقدية، وفي الواقع فقد تم الأمر في غفلة فعلا لكن عن تيار التطرف الديني، الذي يعادي المغاربة ولا يشاركهم أفراحهم". ودعا صاحب كتاب "الأمازيغية في خطاب الإسلام السياسي" "السلفيين إلى محاربة الأمية والاطلاع على تاريخ المغرب"، لافتا إلى أن "أفكارهم ترفض التعدد، ولا تدري سوى الفكر الواحد"، منتقدا ما أسماه "خرافات العربية لغة القرآن والجنة؛ فالعالم بات متطورا والسلفيون ليسوا سوى ضحية فقه تراثي قديم يمنعهم من الخروج نحو الحياة".