رمضان "ظمآن" يعيشه سكان منطقة زاكورة هذا العام، بعد تكرر حالات انقطاع الماء وملوحته بمعظم أحياء المدينة لليوم السادس على التوالي، وذلك رغم تظلم النسيج الجمعوي بالمدينة وطلبات الحوار التي قدمها لمختلف المتدخلين من أجل العمل على تجاوز هذا الوضع، وتنفيذ الوعود التي سبق أن تعهد بها المسؤولون بخصوص عدم تكرر حالات الانقطاع وعودة المياه بجودة عالية. ويشتكي سكان العديد من الأحياء من الانقطاع المتكرر والمتفرق للمياه منذ بداية شهر رمضان، حيث يعمد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب إلى تزويد الأحياء لمدة وجيزة بعد وجبة الإفطار، وهو ما خلق ارتباكا كبيرا في حياة المواطنين، لاسيما أن الماء غالبا ما يكون غير صالح للشرب، حسب ما أوردته مصادر هسبريس. إبراهيم رزقو، عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان بزاكورة، قال إن "الانقطاع يصعّب على السكان ظروف الصيام بشكل كبير"، مضيفا أن "استمرار الوضع القائم يعني خروج الاحتجاجات من جديد، ففصل الصيف على الأبواب، ومن المستحيل التعايش مع شهري يونيو ويوليوز بدون ماء"، موردا أن المشكل مرتبط بقلة التساقطات وغياب التدبير الجيد للموارد المتوفرة". وأبرز رزقو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الماء المتوفر مالح وجودته رديئة، وفكرة النزول إلى الشارع مطروحة بقوة، لكن من غير المعقول أن تعطي زاكورة معتقلين جددا لكي تزود بالماء الصالح للشرب"، مشيرا إلى أن "ممثلين عن 8 أحياء قدموا طلبا لعامل الإقليم من أجل اللقاء لكن دون رد إلى حدود اللحظة". وأوضح الفاعل الحقوقي أن "أحياء أمزرو وأسرير ومولاي رشيد والتضامن والمنصور الذهبي، فضلا عن الأحياء غير المهيكلة مثل الحي العطشان والوفاق والظلام وبوعبيد الشرقي، تشكو من غياب المياه، وتوفرها بحي معين يعني غيابها ببقية الأحياء، حيث يعتمد المسؤولون نظام المداورة بين المناطق"، لافتا إلى أن "المجلس البلدي لا يحرك ساكنا إزاء الأزمة القائمة". وأردف رزقو أن "العديد من طلبات اللقاءات المستعجلة قدمت لكن بدون تفاعل"، منتقدا تدبير المجلس الجماعي للمدينة، موردا أن "غياب المياه يوازيه تراكم للأزبال في الشارع العام بشكل فظيع"، مشددا على أن "فعاليات المجتمع المدني تتداول في إمكانية خوض وقفات ومسيرات احتجاجية في المستقبل القريب".