تكْريسا لتقليد سنوي ألفه ضريح محمد الخامس بالرباط، قام وفد رفيع المستوى يترأسه وزراء وزعماء أحزاب وضباط سامون في القيادة العليا، صبيحة اليوم الخميس، بزيارة ضريح محمد الخامس بالرباط، حيث ترحم الجميع على الملك الراحل محمد الخامس، بمناسبة ذكرى وفاته الثامنة والخمسين، وهي زيارة معتادة يقوم بها الوفد في العاشر من رمضان من كلّ سنة. وخلال ساعات الصّباح الأولى، حل غالبية أعضاء الحكومة، وعلى رأسهم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بالباحة الكبرى لمسجد حسان، قبل أن يقوم الوفد الرّسمي بزيارة قبر الملك الراحل محمد الخامس، وقراءة سورة الفاتحة ترحما على الفقيد، والدعاء له بأن يُسكنه فسيح جنانه. وحضر ضمن الوفد الحكومي، إضافة إلى العثماني، كل من عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ومصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، ومحمد أوجار، وزير العدل، ومحمد ساجد، وزير السياحة، ومحمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية، وأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين. وظهرَ زعماء وقياديو أحزاب من بينهم محمود عرشان، الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية سابقا، ونزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، والقيادي الحركي محمد أوزين، يحْتَمُونَ من لظى أشعة الشمس بالقرب من أسوارِ الضريح. وبدا العثماني، الذي حضر مرفوقاً بحرّاسه الأمنيين مُنشرحاً وهو يتجاذب أطراف الحديث مع بعضِ "إخوانه" في الحزب، قبل أن يختفي وسط الجموع التي كانت تستعدّ لولوج بوابة الضّريح. وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في تصريح لهسبريس، إن "جلالة الملك محمد الخامس بطل التحرير له مكانة خاصة في قلوب الشعب قبل الاستقلال وبعدهُ، بل ضحّى الشعب المغربي في سبيل الاستقلال؛ وانطلقت المقاومة ومعها جيش التحرير مباشرة بعد نفي الملك الرّاحل رحمة الله عليه"، مورداً "استحضار ذكراه في كلّ مرة وكل سنة مهم وواجب لأنه يذكرنا بملحمة الاستقلال وكيف تمّت تحت لواء الملك محمد الخامس". من جانبه، شدّد نزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على أنّ "محمدا الخامس يمثّل أبا الوطنية ولعب دورا أساسيا في تحرير الوطن وتوجيه ودعم الحركة الوطنية في بلادنا؛ وأطلق ورش بناء المغرب المستقل، حيث أكد أن هذا هو الجهاد الأكبر الذي يجب أن نخوضه جميعاً. وواصل الملك الحسن الثاني رحمة الله هذا النهج، ثم جلالة الملك محمد السادس؛ حتى يتمكن المواطنون من العيش الكريم، في إطار الديمقراطية والملكية الدستورية وفي إطار وطن حر". أمّا أحمد بلغازي، الأمين العام لحزب الشورى والاستقلال، فقال "جئنا اليوم من أجل الترحم على الروح الطاهرة للملك محمد الخامس منوهين بما قام به من تضحيات جسام من أجل استقلال المغرب، حيثُ ضحى من أجل أن نكون في ظل العرش العلوي سائلين العلي القدير أن يتعمد الراحل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته". إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، قال لهسبريس "هي زيارة معتادة، حيث تأتي نخبة من الشعب المغربي من ممثلي الأحزاب والجمعيات والنقابات للتأكيد على الوفاء لقائد خاض معركة التحرير ووصلت البلاد معه إلى الاستقلال وانطلق معه بناء الدولة". وأضاف: "هذه الزيارة تعكسُ أنّ المنبع الأساس كان سليماً؛ فنحنُ نعيش اليوم في إطار التطورات التي أنبتها الملك الراحل محمد الخامس، وسار على هديه الحسن الثاني.. ولا شك في أن الشعب المغربي ينعم اليوم بقيادة الملك محمد السادس وتدبيره لتلك النبتة التي زرعها محمد الخامس". كما حضرت شخصيات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى إلى الضريح للترحم على الملك الراحل، منهم الجنرال دو ديفيزيون عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو ديفيزيون العابد بوحميد علوي، مفتش القوات الملكية الجوية، والجنرال دوديفيزيون محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، بالإضافة إلى عشرات الضباط الكبار في القيادة العليا. وخطفَ عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، أنظارَ الحاضرين بعدما كانَ مرفقا بمسؤولين أمنيين كبار، الذينَ دلفوا داخل ضريح حسّان تحت حراسة أمنية مشددة. وإلى جانب المدير العام للأمن الوطني، زارَ الضريح عددٌ من القيادات العسكرية والأمنية رفيعة المستوى.