في ذكرى استشهاد الإمام الحسين، أبي الأحرار في كربلاء، وفي سياق ما يسمّى بالربيع العربي ، يطرح سؤال ملحّ: أي علاقة توجد بين ثورة الحسين وانتفاضة الشعوب العربية اليوم؟ هنا يواجهنا السؤال التّاريخي بقوّة، لأنّ قضية الثورة من أجل التّحرر تنهض على الوصل التّاريخي لا الفصل التّاريخي. ذلك لأنّ الثوار دائما يحلمون بالمستقبل فيما يستلهمون أيضا نماذجهم من الماضي. وتتجلّى سريالية الثورة في هذا الوصل الجميل بين تخارجات الزمن، لأن القطيعة لا تقع في ذهن الثوار بل تحدث في واقعهم. ويتحرّر الحاضر بقدر ما يتحرّر الماضي. وثورة الحاضر لا تكتمل إلاّ بمحاسبة الماضي وتصحيحه. ويتحرر معيش الأمم بتحرر أذهانهم. فالثورة حسم يأبى الفصام النّكد. وتحرر ينزع نزوعا سوبراتاريخيا نحو منصهر الماضي والحاضر والمستقبل بالقدر الذي ينزع نحو الأذهان ونحو المعيش ليؤسّس لوحدة الفكر والمبدأ واستقامتهما. وكان أولى أن نلهي أنفسنا بدراسة النموذج الحسيني في الحرية والكرامة بدل أن نلهي أنفسنا هذه الأيام بالنموذج التركي أو النموذج الفلاني وكأنّنا نقرأ النّهضة في هذا السّفر الأوردوغاني المقدّس؛ مع أنهم استحضروا كلّ خطب أوردوغان إلاّ خطبته العاشورائية العام الماضي عن الحسين التي أحرجت الدّعاة إلى نموذجه. وكانت تلك بغض النّظر عن قناعات الشخص ذكاء سياسيا، لأنّ ما من زعيم استهتر بقوة الذكرى وعنفوان الاحتفال إلاّ وعانق أسوأ خواتم الأعمار. في العراق تحديدا كان نزوع صدّام وتدخّله التعسفي في تفاصيل الزيارات والمراسيم فضلا عن كبيرة التّقحّم في معتقدات النّاس، غباء سياسيا لا يقع فيه من كانت الحكمة في السياسة بلغته. وقد كان عبد الكريم قاسم الزعيم الشيوعي الذي كاد يجعل من العراق واحدة من الجمهوريات السوفياتية في عهده يحترم مراسيم عاشوراء. ولذا أحبه الكثير من الشّيعة حينما لمسوا فيه الكثير من الحميمية للفقراء، وهو السنّي الشيوعي يجد على بوابة خبّاز من المواطنين العراقيين، فيدنوا منه ويقول له: صغّر الصورة وكبّر العجين! وظلّ شبه أيقونة عند بعضهم حينما أبى استدخال السوفيات غداة قيام البعثيين بالانقلاب ضدّه وقضى مناضلا شهما. وبعد أن قام صدّام بجهود جبّارة ليمنع الناس من إحياء ذكرى مذبحة الحسين بكربلاء، كانت النتيجة عكسية تماما؛ فلا زال حتى اليوم موكب عزاء للشيوعيين في كربلاء يحيونه على طريقتهم ويكيّفون الذّكرى مع شعاراتهم في البعث على النّضال والانتصار للطبقات المسحوقة والأمم المستضعفة. وقبل أيّام حدّثني صديق عن وقوع وثيقة في يد أحد الباحثين ، على شكل بيان من بعض الشيعة البعثيين الموالين لصدّام أقسموا فيها للقائد المفدّى بالأيمان المغلّظة بأنّهم لن يزوروا الحسين أبدا! لك أن تتأمّل أيّ مغزى أحاط بهذه العتبة الحسينية التي لا زالت ترعب الطّغاة. ولذا كان العراق عصيّا على الديكتاتورية والاحتلال معا. فأرض يوجد فيها مرقد لأبي الأحرار يستحيل أن يستمر فيها استبداد أو احتلال. لقد أدرك أبو الأحرار أنّ الإسلام و الظلم لا يلتقيان، بل أمكن الكفر أن يدوم مع العدل. وقد أدرك أبو الشهداء من أبيه أمير المؤمنين بأنّ العاقبة للتّسامح لا البطش، وأنّ الاستبداد يعجّل بسقوط الدّول؛ وذلك لمّا قال علي بن أبي طالب:" واصفح مع الدّولة تكن لك العاقبة". وأنّ لا محيد عن نهج الاعتدال عن حقّ وحقيق لا زعما وادعاء ؛ " فكلّ تقصير به مضرّ وكلّ إفراط له مفسد". وأنّ "يوم المظلوم على الظّالم أشدّ من يوم الظّالم على المظلوم". إن تاريخ المسلمين حافل بالنماذج والأمثال والعبر. لقد احتاجت الأمّة إلى 14 قرن كي تدرك جدوى ومصداقية الثورة الحسينية بعد أن أهملت قيمتها وتطاولت عليها بصنوف التخريجات والتبريرات والتّمحّلات. فمنذ قرون خلت بل قبل سنوات قليلة فقط من انطلاق الربيع العربي كان الحديث عن ثورة الحسين المظلوم في كربلاء يعدّ قضية تاريخية شاذّة يتعيّن نسيانها. وحينما نادى أنصاره يوما بأنّ كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، كانوا يقصدون أنّ الحرّية التي ثار من أجلها الإمام الحسين هي قضية كل النّاس في كل أرض وفي كل جيل. وكم تبلّد الإحساس والنّظر لكي يتأخّر عن فهم المغزى العميق للحرية التي نادى بها الإمام الحسين حين قال يومئذ: " إن كنتم لا تخافون الله ولا تؤمنون بالمعاد فكونوا أحرارا في دنياكم إن كنتم عربا كما تزعمون". ويومها وبسبب هذا التّحجّر والتّبلد في استيعاب مفهوم وقيمة التّحرر، حشرت قضية الحسين في زاوية ضيّقة وتأثّرت بالثّقافة السياسية التّاريخية مما حال بينها وبين أن تؤدّي دورها في تعزيز خطاب التّحرر والحرّية في الفكر الإسلامي. وحتى فترة قريبة كان بعض الاتجاهات الإسلامية التي تحتفل اليوم بالربيع العربي وتتحدّث عن المجتمع المدني والديمقراطية والحرية تدين خروج الحسين وتتفادى الحديث عنه وتعتبره خروجا غير مشروع ولا تستطيع أن تجرّم قتلته. هكذا قرّر ابن خلدون في سياق تمجيده للطغيان كما وصفه إيف لاكوست، أنّ خروج الحسين كان غلطا وإن كان على حقّ. وهكذا قرّر ابن تيمية بأنّ خروج الحسين كان فيه ضرر وقد جرى بخلاف المقاصد. وصغرت العقول والهمم في أن تستوعب خروج الحسين، الذي وصفه أحد الأئمة من أبنائه بأنه: كلّنا سفن النجاة ولكن سفينة الحسين أوسع وأسرع. فلقد كان بحق أسرع، لأنها سبقت إلى نحت مفهوم الحرّية في العالم الإسلامي في اليوم الذي كان بنو أميّة يكرسون فيه لثقافة الطّغيان وكان الطّغام مستأنسا بمعاشرة اللّئام. وكان أحرى أن يعود الإسلاميون إلى تراثهم ليستلهموا منه أمجاد التّحرر حتى لا يحيط بهم الحرج من كلّ جانب: تمجيد الاستبداد التّاريخي وتمجيد الربيع العربي اليوم!؟ فلا يزال الكثير من الإسلاميين الذين حملهم الربيع العربي اليوم إلى السلطة في ذهول عظيم عن رسالة الحسين وذعر كبير من مقاربتها أو حتى الاقتراب منها. وأصبحوا يتحدّثون عن الحرّية والديمقراطية والثورة بالتباس شديد بعد أن سمحت لهم به واشنطن والنّاتو وفق صفقات خلف ظهور المستضعفين في الأرض، وبعد أن تنكّروا له ودعوا قبله إلى جهاد يهلك الحرث والنسل ويحكم على المسلمين بالجاهلية. وحين تواتيهم الفرصة يعقدون حلفا مدنّسا ضدّ الأحرار ويكون همّهم السّلطة لا التّحرر. ويمكن اختبار حسهم النقدي وقبولهم بحرية التعبير والاجتهاد وخطاب العقل من خلال الحديث عن إعادة كتابة التّاريخ الإسلامي بصورة تخدم الأحرار لا المستبدين. وحتما إذ ذاك ستصدمهم ثورة الحسين التي تربّعت على عرش تاريخ الأحرار وصنعت مجدا ما زال تيار عريض في العالم الإسلامي يمارس في حقّه النسيان. ولن يجد هذا التيار حرجا في استلهام نماذجه وأمثلته من الشرق ومن الغرب، ولن تلقى من أحدهم سوى تجاهلا ونسيانا ممنهجا لقضية الحسين والأحرار الذين قضوا معه يومئذ. إنّ اللحظة التّاريخية الرّاهنة هي لحظة ضرورية لاستيعاب محنة الحسين ومذبحة الأحرار في كربلاء. قالت السيدة زينب ليزيد الطاغية: "يا يزيد كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا"! وكذلك حدث أن ظلّت للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا. لأنها تجد معناها في معنى الحرّية والتحرر والنضال من أجلهما. فمن كان حرّا حقّا ذكر الحسين، ومن كان حسينيا حقّا عشق الحرية. وسيظلّ ذلك معيارا للأحرار ما بقي الدّهر. فقد وعاها الماهتما غاندي يوما في حركته العصيانية ضدّ الانجليز حين قال وهو غير المسلم: " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر". فالذين جرّموا الحسين وجرّموا أنصاره عبر التّاريخ ها هم اليوم يمجّدون الثورة والحرية ويقدمون فصولا في فقههما بتمحّل كبير والتباس وتعسّف. مع أن الحرية مبدأ واحد لا يتجزّأ. والذي يصعّد لهجته مع طغاة العصر ويبتلع لسانه أمام طغاة الماضي، هو مجرد ألعبان هائم في ضرب من البوليميك السياسي ملتقطا ومتمثّلا شعارات عصره الغالبة تلبيسا وتدليسا على المعاصرين من أبناء جلدته. فالثّائر الحرّ لا يمكنه أن يتخطّى كربلاء، ولا يمكن أن يستهين بالحدث العاشورائي. هكذا أدرك أنصار الحسين أهمية الحدث وفلسفته. وارتسمت تلك الحلولية الجميلة بين عشق الحسين وعشق الحرية، حتى بات لا أحد يمجّد الحرية إلاّ وحق عليه عشق الحسين، ولا أحد يعشق الحسين إلاّ وحقّ عليه تمجيد الحرّية. إن حبّ الحسين الذي جنّن الهائمين في حبّه ليس مسألة عاطفية، بل هو قيمة إنسانية ودينية بالغة الجلال وفائقة الجمال. وإذا كان الثوار يحبون أن ينسجوا علاقة سوريالية مع نماذجهم وأيّامهم ومنجزاتهم الثورية، فلم يا ترى ننسى حسينا؟! إن الأحرار الحقيقيين الذين ينتمون لهذه الأمة وحدهم من يدرك هذه الحقيقة حينما يقولون : "أبد والله ما ننسى حسينا". إن الامتحان الأعظم لما يسمى الربيع العربي هو أن نرقى فكريا إلى إدراك تجربة التّحرر في تاريخنا الإسلامي. وكان أحرى أن يكون الحسين هو شعار الربيع العربي إن كان يريد أن يعانق أصالته وجوهر خطابه ووصله التاريخي وقوّة إصراره وعظمة معانيه وأهدافه. أليس هو أوّل من رفع شعار: هيهات منّا الذّلة! وقد جاء ابنه الإمام زين العابدين الذي نجا من مذبحة كربلاء ليقول في عزّ الحصار داعيا متهجّدا: "اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة"! وحينما تراجع الحرّ بن يزيد الرّياحي عن موقفه والتحق بمعسكر الحسين وكان أوّل قائد عسكري حاصر الحسين بنينوى وأول محارب قاتل إلى جانبه، بكى عليه الحسين وعبّر تعبيرا مختلفا عن سرّ هذا التّحول في الموقف وصحوة الضّمير الحرّ، فقال: ما أخطأت أمك حينما سمّتك حرّا.. أنت الحرّ في الدّنيا والآخرة! لقد جعل الإمام الحسين القضية كلّها في مفهوم وقيمة الحرّية. وجعل منها سببا للسعادة الدينية والدّنيوية. لقد تحدث عن الحرّية في زمن استبداد لغة الطغيان وثقافته. وهم لم يدركوا أنّ الدين نفسه لا يبقى من دون حرّية. ولذا قالوا: أن الإسلام محمّدي الوجود حسيني البقاء. فلولا ثورة الحسين لأجهز الأمويون على الإسلام نفسه وحقّقوا حلم ما كان تمثّله يزيد عن بن الزبعرى: لعبت هاشم بالملك فلا +++ خبر جاء ولا وحي نزل وبدل أن يتكلّف الإسلاميون معرفة قضايا التّحرر في تاريخ الأمم الأخرى كان أحرى أن يستوعبوا قضايا التحرّر في تاريخهم. فالربيع العربي يفرض على هؤلاء جميعا البراءة من يزيد وإعادة الاعتبار لثورة الحسين، تأكيدا على المصالحة مع تاريخ الأحرار. ولن ينفع أن تستمرّ ازدواجية هؤلاء، بين ثقافة سياسية تمجّد تاريخ الطّغاة وبين ثقافة سياسية تمجّد الدّيمقراطية الحديثة. هذا الفصام النّكد يكشف عن أنّنا أمام محاولة تاريخية للخداع. وسيظلّ الحسين عقبة تاريخية أمام هذا الزّيف وموضوعا حرجا لأيّ خطاب يترضّى على معاوية ويزيد ويترضى في الوقت نفسه اليوم على خطاب الحرية والدّيمقراطية. إن للحرية مستويات ومراتب، وثورة الحسين في صفائها ونقائها ووضوح مطالبها وهمّة أنصارها تبقى نموذجا حاكما على سائر النماذج، لأنّ فيها تجلّى البدل كل البدل، والفداء كلّ الفداء، والنبل كل النبل، والقيم كل القيم...وما دمنا نخشى أن نتحدّث عن ثورة الحسين في زمن الربيع العربي، فهذا يكفي للحديث عن أنّنا لم نكبر بعد لمعانقة هذا المعنى الجميل والجليل لنهضة أبي الأحرار الإمام الحسين(ع). لكن هذا لا يمنع من الحديث عما أحاط بهذه الذكرى من مظاهر تبرز جانبا احتفاليا منقولا عن تجربة الأجيال السابقة وثقافتها وعوائدها. وقد كانت تلك الطقوس والشعائر الحسينية على ما انتابها من عوارض ومظاهر هي محلّ نقاش وجدل، إلاّ أنّ النّاظر إليها من زاوية أنتروبولوجية وليس من زاوية تاريخية سيدرك لا محالة أنّ هذه الشعائر على ما وصفت به هي التي حفظت بجنونها وانفعاليتها وخيالها الخلاّق قضية الحسين. فالذين أنتجوا حولها كل هذا التراث الاحتفالي هم المستضعفون والدراوييش والحرافيش وعامة النّاس الذين هم في تعبيراتهم الدّينية وفي سائر المجتمعات، يرومون بطبعهم إلى التبسيط والانفعال ويزداد تعصّبهم بمقدار ما يزداد بطش الطّغاة ، ويطلقون العنان للخيال بقدر ما يشتد الحصار على التداول العقلاني للقيم والأفكار. لكنهم كانوا يلفّون جوهر القضية بملفوف من الطّقوس والتعبيرات الشعبية. وحينما يرشد العقل المسلم ويتحقّق الاستيعاب الكافي لقضية الحسين ستجد الأجيال تلقائيا نفسها مع معنى أعمق وتعبيرات جديدة لتخليد هذه الذكرى. إن خلف هذه الشعائر يكمن جوهر القضية. وكم نحن في حاجة إلى الاهتمام بالمظاهر والتعبيرات بما يفجّر المعاني العميقة لنهضة الحسين. ومع أنّنا نعتقد أنها مهمّة صعبة نظرا لأنّها أصبحت جزء من وضعية سوسيوثقافية بعد أن دخلت النهضة الحسينية إلى منطقة اللاّوعي، إلاّ أنه في الإمكان الحديث عن مستويين في التعبير عن القضية الحسينية: مستوى الطقس الاحتفالي ذي الطبيعة الشعبية، وهذا لا يخضع إلاّ لتطور بطيء في الثقافة والأذواق الجماعية، لأنّ التطور في هذا المجال لا يكون دفعيّا، فتخضع إذّاك الشعائر هنا إلى قانون التغيير في سائر العوائد الاجتماعية. وهناك مستوى التعبير العقلاني المعني بالوقوف على المضامين العقلانية الدّقيقة لهذه النهضة. وفي مثل هذا الوضع يكون الأمر معقولا، لأنّ المجتمعات تعبّر عن قضاياها وفق هذا الفصام بين التعبير الشعبي وتعبير النخبة. وفي نطاق المستوى الأول يمكن للتحسيس أن يؤدّي وظيفته في الحدّ الأدنى من تعقيل ممارساتنا الطقوسية. ذلك لأنّ الزخم العاطفي هو جزء مهم في التعبير الشعبي. وهذا هو الحدّ الذي يدفع مبرر أنّ وجود الالتباس في هذا التطقيس للحدث العاشورائي هو الذي يمنع سائر تيارات الأمة من الانفتاح على هذه التّجربة. لكن ليس ذلك مبررا كافيا. فالأمة كلّها مدعوة للكفّ عن العناد ضدّ منح قضية الحسين أهمية تليق بمقام الشخص ومقام الحدث. بل يمكن أن تنتج تلك التيارات الأخرى تعبيرات مختلفة عن القضية الحسينية بعيدا عن التيارات التي عمل التّاريخ عمله في تلبيسها الكثير من الثقافة والعوائد. حينما تصبح قضية الحسين هي قضية الأمة برمتها، ستتحرر ذكراها من خصوصيات ومظاهر الاحتفال بها، ويغلب الجوهر على الظاهر، وحينئذ تستطيع أن تتوحّد الأمة على عشق الحسين، لأنها إن فعلت ذلك فتستطيع أن تتوحّد على المعنى الجميل لتمجيد الحرّية!