أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن المستويات المرتفعة من الاكتئاب، بالإضافة إلى عدم الحصول على قسط كاف من النوم، عاملان يؤثران بشكل مباشر على الذاكرة العاملة خاصة لدى كبار السن. الدراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Journal of the International Neuropsychological Society) العلمية. والذاكرة العاملة هي جزء من الذاكرة يسمح بالاحتفاظ المؤقت للمعلومة ومعالجتها أثناء القيام بمختلف النشاطات المعرفية الأخرى كالتعلم والتفكير والفهم، والتركيز، والانتباه. وتلعب الذاكرة العاملة دورًا رئيسيًا في التخزين المؤقت للمعلومات التي تحول فيما بعد إلى نظام الذاكرة طويلة المدى أو تتعرض للنسيان، وتشارك بشكل حاسم في العديد من الوظائف المعرفية، بما في ذلك الذكاء وحل المشكلات الإبداعي واللغة والتخطيط للعمل. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون معدلات النوم، ومستويات الاكتئاب، لدى 31 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 21 و77 عامًا، كما أجروا اختبارات لقياس الذاكرة العاملة لديهم. ووجد الباحثون أن قلة النوم والمزاج المكتئب مرتبطان بتراجع مستويات الذاكرة العاملة، وخاصة تذكر حدث سبق تجربته، وكان ذلك لدى كبار السن والشباب. وفي العموم، وجدوا أن التقدم في العمر كان مرتبطا أيضًا بتراجع مستويات الذاكرة العاملة، مقارنة بفترة الشباب. وقال الدكتور ويوي تشانغ، قائد فريق البحث، إن "هذه النتائج يمكن أن تؤدي إلى تدخلات وعلاجات في المستقبل لمواجهة الآثار السلبية لقلة النوم والاكتئاب على الذاكرة العاملة". وأضاف أن "نتائج الدراسة قد تعطينا فهمًا أفضل للآلية الأساسية للخرف المرتبط بالعمر، ومن أجل أن يعمل الدماغ بكفاءة من المهم أن يحافظ الأشخاص على نوعية نوم جيدة يحسنوا مزاجهم". كانت دراسات كشفت أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، أي حوالي من 7 إلى 8 ساعات يوميًا، يحسن الصحة العامة للجسم ويقيه من الأمراض وعلى رأسها السمنة والفشل الكلوي. وكشفت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 300 مليون حول العالم يتعايشون حالياً مع الاكتئاب، وحذرت من أن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بأكثر من 18% بين عامي 2005 و2015.