أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن ضغوط الحياة المتكررة والإجهاد في منتصف العمر من العوامل التي تزيد خطر إصابة النساء بالتراجع المعرفي والذاكرة وتزيد فرص الإصابة بالزهايمر في وقت لاحق. الدراسة أجراها باحثون بكلية طب جامعة جون هوبكنز الأمريكية، ونشروا نتائجها في دورية (International Journal of Geriatric Psychiatry) العلمية. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 909 من الرجال والنساء في منتصف العمر، يبلغ متوسط أعمارهم 47 عامًا، وكان 63% من المشاركين من النساء. وخلال فترة الدراسة التي امتدت حوالي 25 عامًا، أجرى الفريق 3 اختبارات للمشاركين، لرصد تأثير الإجهاد المتكرر وضغوط الحياة على حالة الذاكرة وتذكر الكلمات والأحداث. وكانت تجارب الحياة المجهدة على سبيل المثال: الطلاق ووفاة أحد أفراد الأسرة وفقدان الوظيفة والإصابة الشديدة أو المرض والتقاعد، بالإضافة إلى التعرض للسرقة والاغتصاب. ووجد الباحثون أن الأحداث المؤلمة التي تزيد من الإجهاد أدت إلى تراجع الذاكرة والانخفاض المعرفي لدى النساء، لكن هذا لم ينطبق على الرجال الذين لم تتأثر ذاكرتهم كثيرًا بضغوط الحياة. وقالت الدكتورة سينثيا مونرو، قائد فريق البحث، إن "هذا الاكتشاف يشير أن ضغوط الحياة المستمرة على السيدات، أثناء فترة الطلاق على سبيل المثال، قد يكون لها تأثير سلبي على أداء الدماغ في وقت لاحق". وأضافت أن النتائج التي توصلوا إليها تضيف أدلة على أن هرمونات التوتر تلعب دوراً غير متكافئ بين الجنسين في صحة الدماغ، وتتماشى مع المعدلات الموثقة جيدًا لمرض الزهايمر الذي يصيب النساء أكثر من الرجال. وأوضحت أن "الاستجابة الطبيعية للضغوط تسبب زيادة مؤقتة في هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، وعندما تنتهي الأزمة، تعود مستويات تلك الهرمونات إلى النسب الطبيعية". واستدركت "لكن مع الإجهاد المتكرر، يحدث للجسم استجابة هرمونية متزايدة ومستمرة، وتستغرق هذه الدورة وقتًا أطول للتعافي، وكلما زادت هرمونات الإجهاد تأثرت المناطق المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ". وأشارت مونروأن هناك أدوية يجري تطويرها لمكافحة كيفية تعامل أدمغتنا مع الإجهاد، وأنه يمكن استخدامها مع تقنيات علاج الإجهاد السلوكي الأخرى لتقليل تأثير الإجهاد على عقولنا أثناء فترة الشيخوخة. ومرض الزهايمر هو أحد أكثر أشكال الخرف شيوعًا، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة. يتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.