أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن الانشغال المستمر بالعمل يمكن أن يكون مفتاح الصحة الجيدة خاصة بالنسبة لكبار السن، حيث يجنبهم مشكلات الخرف المتلاحقة. الدراسة أجراها باحثون بجامعة نورث وسترن الأمريكية، ونشروا نتائجها اليوم الخميس، في دورية (Sleep Science and Practice) العلمية. وأوضح الباحثون أن العمل يساعد الأشخاص على الحياة والتمتع بالقوة لفترة أطول، ويؤثر بشكل إيجابي على صحة العقل. وأضافوا أن الأشخاص المشغولين على الدوام، وخاصة أصحاب الأعمال المتعلقة بخطط مستقبلية موضوعة مسبقًا، يتمتعون عادة بنوم أفضل، كما أنهم أقل عرضة للأرق. وللوصول إلي نتائج الدراسة، سأل الباحثون أكثر من 300 بالغ، عن المهام التي يؤدونها خلال النهار، ثم خضع المتطوعون لاختبارات تقيس أداءهم المعرفي. ووجد الباحثون أن الأشخاص الأكثر انشغالا، يتمتعون بقوة عقلية جيدة، ما انعكس إيجابا على الذاكرة قصيرة وطويلة الأجل، وكذلك القدرة على استخدام المنطق واستغلال المهارات عند التطبيق العملي. وركزت الدراسة على كبار السن الذين يبلغ متوسط أعمارهم 79 عامًا، لكن البروفيسور جيسون أونج، قائد فريق البحث، رأى أنه ينبغي تطبيق النتائج على البالغين من جميع الأعمار. ولكن الباحثون أوضحوا أن نوعية العمل تحدد الفائدة المترتبة عليها، حيث يقول الخبراء أن الانشغال بالأعمال دون القدرة على السيطرة عليها، يسبب التوتر والضغط المسبب للإجهاد، وكذلك القلق والاكتئاب وضعف الذاكرة. وكانت دراسة أمريكية كشفت، أن عمل كبار السن التطوعي المنتظم، لا يعود بالنفع على المجتمع وحسب؛ بل يمكن أن يحمي المسنين من أمراض الشيخوخة، وعلى رأسها تراجع الذاكرة وضعف الإدراك والمعرفة. ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة. ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.