ترى كوانجا إدوارد أن أفضل مكان تكون فيه خلال شهر رمضان هو جانب طريق بوسط الخرطوم حيث تحرك محتوى وعاء ضخم من العصيدة لإطعام المحتجين المعتصمين أمام وزارة الدفاع. وكوانجا ممرضة في منتصف العمر من دولة جنوب السودان أصلا، لكنها تعيش حاليا في مدينة أم درمان، وقالت إنها توجهت إلى العاصمة لأنها تريد أن تقدم ما هو أفضل للسودان. وأضافت أن الاعتصام أصبح أفضل في رمضان، وأن إطعام المحتجين يعد من أعمال الخير بالنسبة للمتطوعين؛ كما هو الكفاح من أجل السلام والحرية بالنسبة لهؤلاء المحتجين. ومثل الآلاف الذين تجمعوا عند الوزارة في السادس من أبريل، مما أدى في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير، تحملت كوانجا الحرارة المرتفعة، التي تصل إلى 47 درجة مئوية، لتطالب المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة للمدنيين. ورغم مرور خمسة أيام من رمضان ما زال المحتجون في أماكنهم. وعند الغروب يتناولون بنهم وجبات صنعها متطوعون، مثل كوانجا، من الخضر والحبوب ومواد بقالة مختلفة تبرع بها سودانيون أثرياء. وقال حمودة علي البالغ 44 عاما، بعد قليل من إفطاره، إن المشاركين في الاعتصام قدموا من شتى أنحاء السودان ومن كل ولاية ومنطقة. وأضاف أنهم موجودون في الاعتصام طول اليوم، في الحر تحت أشعة الشمس المباشرة، دون أجهزة تكييف الهواء أو قاعات يجلسون فيها، ما يعني أن جميع المشاركين أصحاب قضية ولديهم ما يدافعون عنه. يحتل الاعتصام الشارع الرئيسي أمام وزارة الدفاع، لكنه يمتد أيضا إلى طرق وشوارع جانبية مجاورة حيث نصب المحتجون مطابخ ومناطق تخزين لإعداد الطعام للمعتصمين. يقول المتظاهرون إن معظم الطعام يأتي من التبرعات، وإن الناس يجلبون ما باستطاعتهم إحضاره عندما يأتون للاعتصام. وقال منظمون إن عدة شركات تقدم، أيضا، الخبز والماء ومواد أساسية أخرى. وقبل انطلاق صوت أذان صلاة المغرب، يفرش عشرات المتطوعين الشبان حصيرا أخضر وأطباقا من الفاكهة والتمر وأنواعا مختلفة من الحساء، وأيضا أكوابا من العصير والماء. بعد ذلك، وبينما يتم رفع الحصير، يتجمع الناس وتبدأ المظاهرات تأخذ شكلها في الشارع عندما تدوي هتافات مثل: "حرية، سلام وعدالة" و"الثورة خيار الشعب". وقال أحد المحتجين، ودعى عمر حمزة، إن "الناس كانوا يقولون قبل رمضان إن أعداد المحتجين ستتراجع بسبب الصيام، لكن المتظاهرين يحاولون أن يثبتوا للمجلس العسكري الانتقالي أن تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير ما زالا بالقوة نفسها، وأن المحتجين يدعمونهما إلى حين تحقيق مطالبهم". وتقود الجهتان التحرك المنادي بالديمقراطية في السودان. *رويترز