قالت شركة "مناجم" المغربية إن شحنة الذهب التي أوقفتها قوات الدعم السريع السودانية تم نقلها إلى البنك المركزي في الخرطوم من أجل استكمال الإجراءات العادية قبل التصدير، بعدما وقع سوء تفاهم بين الجهات المكلفة بالأمن ومراقبة التصدير، في ظل التوترات الأمنية التي يعرفها البلد. وأوضحت الشركة، على لسان مسؤولة التواصل، مريم التازي، أن فريق الشركة في فرع السودان سيقدم إلى البنك المركزي وثائق جديدة طلبتها قوات الدعم السريع من أجل استكمال إجراءات التصدير الروتينية التي تقوم بها الشركة المغربية في السودان، مشيرة إلى أن "هذه العملية كانت ستتم اليوم لكن الجمعة هو يوم عطلة في السودان". وأشارت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، إلى أن شركة مناجم المغرب تتوفر على استثمارات كبيرة في السودان تصل إلى حوالي 90 مليون دولار، وقامت ببناء معمل لإنتاج وتصدير الذهب بمواصفات عالمية. وأوردت مسؤولة التواصل أن المجموعة المغربية تقوم بالبحث الجيولوجي في السودان على مساحة تقدر ب13 ألف كيلومتر، وزادت أنه "منذ سنة 2009 شرعنا في عملية إنتاج الذهب في معمل صغير مخصص للعمليات التجريبية، قبل أن نقوم بإنشاء معمل ضخم يفتخر السودانيون بتواجده". وأكدت المصادر ذاتها أن "شركة مناجم تقوم بتصدير الذهب باتفاقات مضبوطة مع الحكومة السودانية ووزارة التعدين، وتؤدي الضرائب التي يفرضها هذا البلد"، مشيرة إلى أن فرع الشركة المغربية بسويسرا هو المسؤول عن تسويق المنتوج الذي يتم استخراجه. "شركة مناجم المغرب تتوفر على أزيد من 50 زبونا عالميا، وتتعامل مع شركات عالمية كبيرة جدا"، تضيف المسؤولة ذاتها، التي أكدت أنه "لا مجال لأي تعاملات غير قانونية أو اختلالات في مثل هذه المعاملات". ونفت "مناجم" المغرب صحة الأخبار التي ربطت توقيف طائرة الذهب بعملية تهريب محتملة، وقالت مريم التازي إن "القوات التي أوقفت الطائرة هي نفسها التي سمحت لها بالإقلاع إلى الخرطوم من أجل التدقيق مع البنك المركزي، الذي يتولى عملية المراقبة في حالة وجود أي مشكل في عملية التصدير". وأوردت أن "مناجم المغرب تعتبر من أول المستثمرين الخواص في قطاع الذهب بالسودان والحكومة السودانية تثق فينا بشكل جيد"، موردة أن استثمارات الشركة في السودان تشكل مصدر خطورة بالنظر إلى التقلبات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة. في الصدد ذاته، قالت مصادر سودانية إن الشركة المغربية تعمل بالسودان بطريقة قانونية وفق الإجراءات الرسمية، ردا على التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في قوات الدعم السريع، والتي ربطت عملية التوقيف بعملية تهريب للذهب السوداني خارج البلد. وتأسف الطيب صلاح، مهندس سوداني ممثل حكومة السودان منذ فترة قصيرة في المنجم الذي تستغله شركة "مناجم" المغربية، من ترويج قوات الدعم السريع لأخبار غير دقيقة حول إجراءات روتينية متبعة لترحيل سبائك الذهب. وقال المسؤول المهندس السوداني: "حاجة مؤسفة اللعب بعقول شعب كامل، وبالأخص الشباب"، مضيفا: "نحنا بنتابع الإنتاج من المنجم مرورا بجميع مراحل الإنتاج حتى يتم إنتاج السبائك بحضوري وبحضور ممثل أمن المعادن وشرطة تأمين التعدين، ويخزن الذهب في الخزنة وبنطلع استمارة إنتاج بوقع عليها أنا وممثل أمن المعادن وممثل شرطة تأمين التعدين". وأضاف المصدر ذاته، في تدونية على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن عملية "ترحيل الذهب بالبر تحمل خطورة لذلك تأتي طائرة تابعة للأمن ومعاهم وفد من شرطة الجمارك والمواصفات والمقاييس ووفد من أمن المطار يصلون الموقع وما بيتم أي إجراء إلا بحضوري وأنا بستخرج استمارة الترحيل وبفرز نصيب الدولة ونصيب الشركة". وتابع المهندس السوداني قوله "دي إجراءات روتينية وصحيحة 100% والغرفة التجارية أصدرت بيانا بصحة هذه الإجراءات".