ألهب "فيديو" يظهر "شبابا وأطفالا يسبحون في مياه نافورة بسوق السبت أولاد النمة"، بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، متتبعي الشأن العام، وأعاد من خلال العشرات من التعاليق سؤال المسابح العمومية، وقلق فعاليات جمعوية من إمكانية استمرار وقوع حوادث مفجعة بالمناطق الخطيرة وغير المحروسة التي يرتادها الشباب من أجل السباحة. وفي سياق التفاعل مع الحدث، عاد مدونون إلى الحديث، بلغة يطبعها الأسى والنقد أحيانا، عن حالات الغرق التي عرفها نهر أم الربيع وباقي قنوات الري والبحيرات المتواجدة بتراب بني ملال والفقيه بن صالح وأزيلال العام الماضي، وطالبوا بضرورة إحداث مسابح للقرب تستجيب لرغبات الشباب، وتكون بأثمان في متناول الأسر الهشة التي تعجز عن ارتياد مسابح خاصة، يتطلب الولوج إليها حوالي 50 درهما. وفي الإطار ذاته، تساءل مصطفى علمي، وهو واحد من الذين حضروا الصيف الماضي فاجعة غرق طفل في زهرة حياته، عن مآل أطروحة مسابح القرب التي نادت بها بعض المجالس الجماعية، وعن التدابير والإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال هذه السنة من أجل حماية أطفال وشباب المنطقة من الغرق، والحد من آثار ذلك على نفسيات بعض الأسر التي لم تنس بعد حوادث أليمة وقعت العام الماضي. واعتبر ربيع ماجد، وهو رئيس مجلس دار الشباب علال بن عبدالله بسوق السبت، لجوء الشباب إلى السباحة بمياه نافورة "تعبيرا عن وضع شاذ ومقلق لا بد وأنه يؤرق كل متتبعي الشأن العام والأسر الهشة، خاصة التي تجد نفسها كل عام أمام الحالة نفسها، في غياب مبادرات حقيقية للنهوض بقطاع الطفولة والشباب، خاصة في الجانب المتعلق منه بالرياضة والسباحة". من جانبه، نبه شرف زيدوح، وهو فاعل جمعوي وحقوقي بالجماعة الترابية دار ولد زيدوح، من أخطار السباحة في نهر أم الربيع، الذي يخترق عددا من جماعات الإقليم، داعيا السلطات المحلية والجمعيات المدنية إلى تكثيف جهودها من أجل حماية أرواح الشباب والأطفال عبر التحسيس والتوعية بخطورة السباحة في بعض الأماكن التي كانت تستغلها مقاولات محلية لاستخراج رمال النهر. وتساءل زيدوح عن مآل المسابح الأربعة عشر التي كان قد دافع عن إحداثها كمال المحفوظ، رئيس المجلس الإقليمي للفقيه بنصالح بشدة، في إطار اتفاقية شراكة مع عدد من الجماعات الترابية بالإقليم، من ضمنها جماعة أولاد عياد، لكريفات، بني وكيل، بني شكدال، خلفية، أهل مربع، برادية، سيدي عيسى بن علي، سيدي حمادي، أولاد زمام، أولاد بورحمون، حد بوموسى، أولاد ناصر ودار ولد زيدوح.. وكانت الغاية منها – يضيف المتحدث - محاربة ظاهرة وفيات الأطفال والشباب غرقا في مياه السواقي والأنهار وتمكين الجماعات المستفيدة من الشراكة من تعزيز مواردها المالية. وعبر غط الكبير، كاتب المجلس الجماعي لسوق السبت أولاد النمة، عن قلقه من هذا الوضع الذي ورثه المجلس الحالي عن المجالس السابقة، قائلا إنه لا يخص جماعة سوق السبت أولاد النمة وحدها، وإنما اغلب الجماعات الترابية بجهة بني ملالخنيفرة، ومؤكدا أن جماعة سوق السبت أصبحت بفضل مجهودات المجلس الجماعي بجميع مكوناته تتوفر على مسبح جماعي بمعايير جيدة، إلا أنه يبقى غير كاف للاستجابة لكافة شباب المنطقة، ليس بالنظر إلى حجمه، وإنما لكونه بات يستقطب شباب جماعات ترابية مجاورة. وختم المتحدث بالتأكيد على أن غياب الوعاء العقاري بالمدينة يبقى من بين الإكراهات الأساسية التي تحول دون إضافة مسابح أخرى.