لا شك أن أزمة المياه ستبقى خطرا يهدد مناطق حوض المعيدر، بإقليم زاكورة، بالجفاف والعطش، رغم المجهودات التي يبذلها مختلف المتدخلين في هذا الإطار من أجل تجنيب هذه المناطق الأزمة المحدقة بها، إذ حذر العديد من المهتمين بالشأن المحلي من أزمة مائية تلوح في الأفق، بسبب سوء استغلال المياه الباطنية من قبل العديد من الفلاحين، وغياب السدود. وبدأت بوادر الجفاف هذه السنة تلوح في الأفق في وقت مبكر، رغم الوديان والتساقطات المطرية التي عرفتها هذه المناطق السنة الماضية وخلال هذا الشهر، إذ أصبحت بعض الآبار تنضب، وأخرى لم تعد قادرة على سقي المساحات المزروعة بالحبوب، فيما أشجار ذبلت ثمارها قبل النضوج، وذلك كله نتيجة عدم ترشيد استغلال المياه. وفي وقت تفتقر مناطق حوض المعيدر التي تضم عشرات الآلاف من السكان، إلى السدود التي يمكنها المساهمة في إنعاش الفرشة المائية كلما هطلت الأمطار، قال لحسن رابح، وهو من ساكنة دوار تيمارغين بجماعة تزارين، إن هذه المناطق مهددة بالجفاف نتيجة غياب السدود واستغلال المياه الجوفية في زراعات دخيلة. وأضاف رابح في تصريح لهسبريس: "يعد حوض المعيدر، الذي يشمل جزءا من أراضي إقليم تنغير (جماعة احصيا وجزء من جماعة النيف) وأراضي إقليم زاكورة (جماعات آيت ولال والنقوب وتزارين وأيت بوداود وتغبالت)، من المناطق التي بدأت تعاني من بوادر أزمة ماء"، مشيرا إلى أن "البطيخ الأحمر هو السبب الرئيسي في الأزمة التي بدأت تظهر من جديد"، وفق تعبيره. واستدرك المتحدث بأن "سوء استغلال الإمكانات المائية المتوفرة من الأسباب القوية لهذه المشكلة التي بدأت تتفاقم من خلال عدم التوازن بين الموارد المائية والاحتياجات المحلية من هذه المادة الحيوية الأساسية للتنمية المستدامة والمندمجة"، وفق تعبيره. ورغم أن مسؤولي وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس أكدوا أن الفرشة المائية بحوض المعيدر لا تعاني من أي مشاكل في الوقت الحالي نتيجة التساقطات المطرية الأخيرة، قال حمو اوداود، وهو فلاح بمنطقة تزارين، إن عددا من الآبار سجلت انخفاضا كبيرا على مستوى السقي، محملا المسؤولية للفلاحين المتخصصين في البطيخ الأحمر، لكونهم "يستنزفون المياه الباطنية مقابل دراهم معدودة"، وفق تعبيره. وطالب الفلاح ذاته الجهات المختصة بضرورة تقنين زراعة البطيخ الأحمر، وتشجيع زراعة النخيل، مشيرا إلى أن هناك من يقول إن البطيخة الواحدة تستهلك أطنانا من الماء، وهي نفسها الكمية التي يمكن أن تستهلكها النخلة على طول السنة، ولافتا إلى أن "العديد من الفلاحين يفكرون فقط في الربح المادي السريع، وهو ما يجب أن يوضع له حد"، وفق تعبيره. محمد بوسفول، المدير الجهوي لوزارة الفلاحة بدرعة تافيلالت، قال إن "الوزارة قالت مرارا إن سلسلة التمور هي أولويتها في مناطق الواحات"، مشيرا إلى أن "عدم احترام برامج الاستثمار قد يؤدي إلى مطالبة المستثمر بإرجاع مبالغ الإعانة لفائدة صندوق التنمية الفلاحية". وأضاف بوسفول: "مصالح الوزارة ستقوم بمجموعة من الزيارات إلى المناطق المعنية للتأكد من برامج الاستثمار ومدى احترامها من طرف المستثمرين"، مؤكدا أن "كل من يخالف القانون سيتعرض للعقوبات المنصوص عليها في هذا الإطار"، وفق تعبيره.