استطاعت التقنيات الحديث المستعملة في المجال الفلاحي خاصة الري بالتنقيط من تحفيز عددا من الفلاحين بإقليم زاكورة على المزيد من الانتاج وتنويع المحاصيل، وذلك من أجل الرفع من مداخيل هذه الفئة من المجتمع. وقد عرفت هذه الأنشطة الفلاحية تحولا كبيرا في منطقة زاكورة ، بعد أن توجهت فئة من الفلاحين الى تخصيص مساحات مهمة من أراضيهم لزراعة البطيخ الأحمر، بالرغم من الاكراهات الطبيعية التي قد لا تتلاءم مع هذا النوع من الزراعة بالمنطقة، ومن بينها ندرة الماء وضعف التساقطات المطرية. وتم التأكيد على هذا المعطى، خلال اللقاء الذي عقدته الوزيرة المكلفة بالبيئة السيدة حكيمة الحيطي مؤخرا بورزازات مع فعاليات المجتمع المدني بأقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير، حيث أثيرت ظاهرة ولوج عدد من الفلاحين الى انتاج البطيخ الأحمر بشكل كثيف مما يندر- حسب فعاليات المجتمع المدني بزاكورة- بتعرض الفرشة المائية الى الاندثار بفعل الاستغلال المفرط للمياه بها وهو ما سيؤثر سلبا على الواحات المتواجدة بالمنطقة التي تعتبر منظومة فريدة من نوعها والتي أصبح عدد أشجار النخيل بها يتقلص بشكل كبير جدا مع توالي سنوات الجفاف. وأشاروا خلال هذا اللقاء الى أن الواحات بالمغرب تعتبر حزاما آمنا للحد من زحف الرمال، مما يستدعي وضع استراتيجية مستدامة لتثمين هذه الواحات والعمل على المحافظة عليها باعتبارها إرثا اقتصاديا وثقافيا هاما بالنسبة للمنطقة . وفي هذا الصدد، أوضح مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازت السيد محمد بوسفول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المساحة المخصصة لزارعة البطيخ الأحمر عرفت ارتفاعا كبيرا جدا خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقلت من 500 هكتار الى 1300 هكتار في السنة الماضية لتتجاوز حاليا 2500 هكتار . وأبرز أن هذا النوع من الزراعة شكل تغيرا جذريا في طريقة تعامل الفلاحين مع الفرشة المائية، مشيرا الى الاستفادة الكبيرة للفلاحين المتعاطين لهذا النوع من الزراعة، إذ ينتج هكتار واحد مزروع بالبطيخ الاحمر من 60 الى 70 طن من الانتاج وذلك في ظرف أربعة أشهر و15 يوما الفاصلة بين فترة غرسه التي تبتدئ في شهر يناير الى وقت جنيه. وأكد أن هذا الانتاج في الهكتار الواحد يتطلب من 6000 الى 7000 لتر مكعب من الماء، مما يستدعي- يقول السيد محمد بوسفول- العمل على الحد من توسع المساحة المخصصة لهذا النوع من الزراعة في مستوى معين، وأن لا يكون التوسع على حساب الواحات وذلك من أجل المحافظة على الواحات التي تعتبر إرثا حضاريا وثقافيا للمنطقة. وبعد أن أشار الى أن جل المساحات المزروعة بالبطيخ الأحمر توجد خارج الواحات، دعا السيد محمد بوسفول الفلاحين الى جعل زراعة البطيخ الأحمر زراعة ثانوية، والاعتناء أكثر بالنخلة والعمل على غرس المزيد من أشجار النخيل بجميع أصنافه كالمجهول والفكوس والنجدة والجيهل، التي بامكانها تثمين الماء وإعطاء مردودية انتاجية كبيرة. وذكر المدير الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات أن اجتماعا انعقد مؤخرا على صعيد اقليم زاكورة تم من خلاله مطالبة وكالة الحوض المائي بانجاز دراسة حول الفرشة المائية بالمنطقة وذلك من أجل تحديد الحد الأدنى الذي يمكن الوصول اليه بالنسبة للاستغلال المائي، مشيرا الى أنه اعتمادا على نتائج هذه الدراسة سيتم تحديد التدابير الواجب اتخاذها في هذا الصدد . تجدر الإشارة الى أن السنة الحالية تميزت بوفرة في انتاج البطيخ الأحمر حيث وصل الانتاج باقليم زاكورة الى 150 ألف طن، التي مكنت من خلق عدة فرص للشغل من أجل جنيها ونقلها الى مختلف الأسواق بالمملكة.