يعرف قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات، على طول أيام الأسبوع، اكتظاظا ملحوظا، حيث لم تعد أسرّة القسم كافية لتحمل عدد المرضى المتوافدين من مختلف مناطق إقليمورزازات، والأقاليم المجاورة "تنغير، زاكورة، طاطا، أزيلال، تارودانت"؛ وهو ما يدفع عددا من المرضى ينتظرون خارج المستعجلات ذاتها، لساعات طويلة. المرضى الذين يلجون عتبة مصلحة المستعجلات الحالية بالمستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازات يكابدون المعاناة، بدءا من انتظار من يسأل عن حالتهم الصحية، ومن غياب أسرة كافية، فيما بعضهم يستقبلهم حراس الأمن ويسألونهم عن أسباب قدومهم إلى المرفق الصحي كأنهم أطباء وبيدهم علاج؛ وهو ما يجعل القسم المذكور في كثير من الأحيان تسوده فوضى كبيرة. جريدة هسبريس الإلكترونية زارت مستعجلات سيدي حساين بورزازات، حيث صادفت عددا كبيرا من المرضى أمام المصلحة ذاتها ينتظرون دورهم في العلاج واستقبالهم من لدن الطبيب المداوم، وسيارات إسعاف من الأقاليم المجاورة تأتي كل لحظة محملة معها مريضا أو مريضة؛ فيما الأسرّة الموجودة داخل القاعتين جميعها محجوزة، مما دفع عددا من الأطر الطبية العاملة بقسم المستعجلات الحالية يطالبون التسريع في فتح المستعجلات الجديدة التي تحتوي على العشرات من الأسرة والتي يمكن أن تخفف الاكتظاظ الحالي. خديجة، إحدى النساء اللواتي تحدثت لجريدة هسبريس الإلكترونية، حيث أكدت أن "الاكتظاظ ولامبالاة بعض الأطر الطبية من أهم المشاكل التي تواجه المتوافدين على هذه المستعجلات"، وأضافت: "هناك من يفضل الآن البحث عن العلاج بالمصحات الخاص، على الرغم من التكاليف الباهظة التي تفرضها هذه المصحات"، وفق تعبيرها. من جهته، قال حميد آيت بنمسعود، من مدينة ورزازات، إن "الخدمات التي تقدمها المستعجلات ضعيفة جدا بسبب التجهيزات الطبية القديمة وغياب قاعات إضافية"، مبرزا أن "الوضع الصحي بالمستشفى يتدهور يوما بعد آخر"، مرجعا ذلك إلى ما سماه "غياب الإرادة لدى القائمين على تسيير شؤون المستشفى والقطاع الصحي بالإقليم في تجويد الخدمات وتحسينها"، وفق تعبيره. وأضاف متحدث هسبريس: "كنا نعلم بوجود حراس للسيارات في مرائبها؛ لكننا اكتشفنا أن هناك حراسا للمرضى في مستشفى ورزازات هم من يقومون بالاستقبال والتوسط في تشخيص المرض للمرتفقين، وهم المسؤولون عن توجيههم نحو الأقسام الطبية المختصة"، مشيرا "في الحقيقة ليس هو بمستشفى بل هو مرأب للمرضى". "الوزارة صرفت ملايين الدراهم في إعادة توسيع المستشفى وبناء أقسام طبية إضافية؛ لكنها بقيت مغلقة، إلى حدود الآن" يقول مصدر مسؤول غير راغب في الكشف عن هويته للعموم، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي للقطاع يسير نحو المجهول، ويجب تدارك الوضع قبل فوات الأوان؛ بدءا من تعيين مسؤولين إداريين قادرين على تحسين الوضع، وإصلاح عجلة الصحة المعطوبة"، وفق تعبيره. وشدد المسؤول ذاته على أن الوزارة مدعوة إلى إيفاد لجنة مركزية سرية للقيام بزيارة إلى المركز الاستشفائي سيدي حساين والوقوف على المشاكل التي يتخبط فيها المرفق الصحي، مؤكدا على ضرورة تزويد المستشفى بكاميرات المراقبة من جميع جوانب المستشفى من الداخل والخارج. بديعة العبدلاوي، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بورزازات، أكدت أن المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات يشهد ضغطا كبيرا، نظرا للعدد الكبير من الحالات التي تتم إحالتها من الأقاليم المجاورة، مشيرة إلى أن المندوبية تعمل وفق إمكاناتها لتحسين ظروف استقبال المرضى، في انتظار تجهيز الأقسام الجديدة. وشددت المسؤولة الإقليمية لوزارة الصحة بورزازات على أن الأشغال انتهت في ما يخص التوسيع وبناء أقسام إضافية التي شهدها المستشفى في السنوات الماضية، وسيتم تجهيزها بالتجهيزات والمعدات الطبية في القريب العاجل، مشيرة إلى أن الوزارة ستعلن عن الصفقة المتعلقة باقتناء المعدات والتجهيزات التي خصصت لها غلافا ماليا إجماليا يقدر بحوالي 45 مليون درهم. وذكرت العبدلاوي أن مستعجلات المستشفى الإقليميلورزازات استقبل، السنة الفارطة، أزيد من 50 آلف شخص، تم فحصهم من قبل ستة أطباء، مسجلة عدم رغبة الأطباء الالتحاق بالمستشفى، على الرغم من تعيين ثلاثة ولم يلتحق إلا طبيبة واحدة وأربعة ممرضين متخصصين في المستعجلات، مؤكدة أن "المندوبية ستعمل على تجاوز المشاكل الحالية وتأسيس لعهد جديد، من خلال تحسين ظروف المرضى والأطر الطبية عامة"، وفق تعبيرها.