اشتبك عشرات المحتجين الملثمين مع شرطة مكافحة الشغب في جنوبباريس اليوم الأربعاء، وأحرقوا حاويات القمامة وحطموا ممتلكات ورشقوا القوات بالزجاجات والحجارة، بعد أن هيمنوا على مسيرة لعيد العمال كانت تركز على الاحتجاج على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون. وشارك عشرات الآلاف من المحتجين من النقابات العمالية وحركة "السترات الصفراء" في احتجاجات في أنحاء فرنسا بعد أيام من طرح ماكرون اقتراحات شملت تخفيضات ضريبية تقارب خمسة مليارات يورو (5.6 مليار دولار) استجابة منه لاحتجاجات الشوارع التي استمرت على مدى أشهر. وفي باريس، استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على فترات في عدة نقاط على طول المسيرة التقليدية لعيد العمال بهدف تفريق مجموعات من المحتجين يغطون رؤوسهم دخلوا وسط الحشود. وجرى نشر نحو 7400 شرطي بينما اعتقل 380 شخصا. وأصيب 38 شخصا منهم 14 من أفراد الشرطة أصيب أحدهم في رأسه بحجر. وتمكنت المسيرة الرئيسية في جنوبباريس من التحرك بهدوء نسبي في نهاية المطاف بعدما لم تتمكن من الانطلاق بسبب الاشتباكات، رغم أنه بدا أن محتجي السترات الصفراء وغيرهم من العناصر الأكثر تشددا يهيمنون على المسيرة وليس النقابات العمالية. وندد الاتحاد العام للعمال في فرنسا (سي.جي.تي) اليساري بعنف الشرطة. وقال الاتحاد في بيان "هذا السيناريو الحالي الذي يمثل فضيحة ولم يسبق له مثيل غير مقبول في بلدنا الديمقراطي". ونفت شرطة باريس اللجوء إلى العنف المفرط. كانت الشرطة الفرنسية قد حذرت أمس الثلاثاء من اشتباكات محتملة في عيد العمال مع جماعات فوضوية تنتمي لليسار المتطرف معروفة بجماعات بلاك بلوك بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمتطرفين بالخروج إلى الشوارع. وقالت السلطات إنها تتوقع مشاركة نحو ألفى محتج من جماعة بلاك بلوك من فرنسا وأنحاء أخرى في أوروبا على هامش مسيرات عيد العمال. وبدأت احتجاجات السترات الصفراء في نوفمبر تشرين الثاني بسبب زيادة الضرائب على الوقود. وطرح ماكرون سلسلة من المقترحات الأسبوع الماضي استجابة للاحتجاجات، لكن الكثيرين في الحركة الاحتجاجية التي تفتقر إلى هيكل قيادي، قالوا إنها لا تلبي التطلعات وتنقصها التفاصيل. وتظاهر آلاف آخرون في مدن منها مرسيليا وبوردو. وحاول نحو 300 من محتجي السترات الصفراء اقتحام مركز للشرطة في بلدة بيزانسون الواقعة بمنطقة جبال الألب كما وقعت اشتباكات في تولوز. وقالت وزارة الداخلية إن نحو 164 ألفا و500 شخص شاركوا في المظاهرات بأنحاء فرنسا اليوم، وهو عدد أكبر بالمقارنة مع احتجاجات العام الماضي، وإن 28 ألفا منهم كانوا في باريس. لكن الاتحاد العام للعمال ذكر أن 310 آلاف شخص شاركوا في المظاهرات بأنحاء البلاد وأن عدد المحتجين في العاصمة وحدها بلغ 80 ألفا. *رويترز