يسود الكثير من الشعور بالإحباط داخل أوساط الأطر والعاملين في العديد من المقاولات المغربية، نتيجة عدم وجود تحفيزات ووسائل العمل الكافية داخل مؤسساتهم التي يعملون بها. فحسب دراسة أجرتها "جوبورد روكروت" فإن 72 في المائة من العاملين في القطاع الخاص يتوجهون إلى مقرات عملهم رغما عنهم، بسبب عدم وجود أي آلية تتيح لهم تطوير مسارهم المهني، نتيجة مجموعة من العوامل المرتبطة بغياب وسائل العمل التي تتيح لهم تحقيق أهدافهم المهنية، وعكسها على مستقبلهم المهني داخل هذه المقاولات. وأشارت الدراسة، التي شملت عينة مختلطة تتكون من 1926 إطارا بالمغرب، إلى أن غياب التحفيزات المادية يشكل أحد العوامل الأساسية التي تتسبب في انتشار الشعور بالإحباط المهني داخل أوساط الأطر المغربية العاملين في القطاع الخاص، إلى جانب عدم الاعتراف بالمجهودات التي يقومون بها لصالح الشركة التي يشتغلون بها. وعبرت شريحة واسعة من الأطر الذين استهدفتهم الدراسة عن وجود عوائق تحول دون أدائهم مهامهم، وهي العوائق المرتبطة بجو العمل الذي يتسم بوجود تشنج في علاقاتهم مع رؤسائهم التراتبيين وزملائهم. وأكد 50 في المائة من المستجوبين أنه لم يعد لديهم سنة 2019 أي شعور بحب الانتماء إلى المقاولة التي يشتغلون بها، في وقت لم تكن هذه النسبة تتعدى 38 في المائة سنة 2017؛ بينما لا تتعدى نسبة الأطر الذين يفتخرون بانتمائهم إلى مؤسستهم 11 في المائة. وقال 54 في المائة من الأطر إن عملهم في المقاولة يشكل مصدر رئيسيا للأرق، و12 في المائة يعانون من التعب المزمن، وهو الشعور نفسه الذي يسود حتى لدى المبتدئين الذين التحقوا حديثا بمقر عملهم؛ في حين أفاد 12 في المائة من المستجوبين بأنهم يشعرون بالتعاسة في عملهم. وخلصت الدراسة إلى أن المقاولات المغربية لا تهتم كثيرا بتحسين ظروف ومحيط العمل، ولا تضع أي مخططات لضمان أفضل الشروط للأطر قصد مساعدتهم على أداء مهامهم وإنجاز الأهداف المرسومة لهم.