أكد المؤتمر الدولي الأول لتنسيقية مدارس اللغة العربية ببلجيكا أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات بشكل دوري لمناقشة قضايا تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في الفضاء الأوروبي، قصد تجديدها، مع تبني الدعوات والمداخل العلمية والتصورات الجديدة في تعليمها كلغة ثانية. وشدد المؤتمر المنعقد ببلجيكا يومي 21 و22 أبريل، في موضوع "تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها: واقع وآفاق" وتحت شعار "من أجل الرقي بتدريس اللغة العربية"، على ضرورة طبع ونشر أعمال المؤتمر لتعميم الفائدة. واعتبر اللقاء، في بيانه الختامي، أن من الضروري الاستفادة من الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات وغيره من المراجع لتطوير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مع تحديد المستويات، وتحسين مبادئ تعليمها وتعلمها، وتوظيف هذا الإطار في وضع الأهداف اللغوية العامة والخاصة والبرامج، واعتماده في وضع المناهج والخطط الدراسية وعمليات التقويم. الملتقى الدولي دعا إلى توفير التقنيات والوسائل والتجهيزات والبرامج الإلكترونية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ لمسايرة المستجدات التربوية والتدريسية والتفاعلية والرقمية للتعليم والتعلم والتقويم. ونادى المؤتمر بتضافر الجهود للتنسيق بين المؤسسات الأكاديمية والباحثين والخبراء لإعداد معايير مرجعية لكفايات معلمي ومعلمات اللغة العربية للناطقين بغيرها بأوروبا، مستأنسين بالمعايير العالمية لتدريس اللغات الأجنبية. كما طالب الملتقى بإنجاز الدراسات والبحوث اللغوية التربوية ودعمها، خصوصا في ما يرتبط بتطوير مناهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإعداد مناهج تربوية تعليمية تنسجم وحاجات الفئات المستهدفة بأوروبا، وإصدار مجلة دورية عن التنسيقية متخصصة في البحوث والدراسات المتعلقة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بأوروبا. وختم الملتقي توصيات المؤتمر، الذي عرف مشاركة باحثين وأكاديميين وفاعلين، بالدعوة إلى إبرام شراكات مع مؤسسات ذات الاهتمامات المشتركة، والتواصل مع الهيئات الرسمية بأوروبا وغيرها من الدول، والاشتغال على خلق منصة إلكترونية يستفيد منها كل المشتغلين في المجال.