قال مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، إن "المغرب حريص على المسار التشاوري بشأن استكمال إعداد التقرير الوطني الذي سيرد على تقرير المفوضة الأممية تيدي أشيومي بشأن العنصرية، كما أن البلد يحث على تعزيز المشاركة الواسعة والتفاعل الإيجابي مع مختلف مكونات المجتمع وطنيا وجهويا ومحليا، من خلال توسيع نطاق الحوار بين مختلف الأطراف المعنية من قطاعات وزارية، ومؤسسات وطنية، وهيئات الحكامة والديمقراطية التشاركية وحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، وإعلام وجامعة". وأضاف الرميد، الذي كان يتحدث صباح اليوم ضمن اللقاء التشاوري حول إعداد التقرير الوطني الجامع للتقارير 19 و20 و21 المتعلق بإعمال الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، أن "وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان نظمت مؤخرا أياما تواصلية وتشاورية واسعة على الصعيدين الجهوي والمحلي، وذلك بكل من فاس يوم 06 أبريل ومراكش يوم 13 أبريل الجاري، وذلك بغية إغناء وتجويد مشروع التقرير المعد وتقاسم مضامينه ومناقشته من خلال زوايا مغايرة ووجهات نظر مختلفة تستحضر الاقتراب من انتظارات المواطنات والمواطنين، وتعكس تعددية الجسم المجتمعي وتنوع مكوناته ومشاربه". وأوضح المسؤول الحكومي أن لقاء اليوم بالعاصمة الرباط هو "تجسيد للالتزامات الدولية للمملكة ذات الصلة بالاتفاقية، وللتعهد الذي عبرت عنه بهذا الخصوص بمناسبة استقبال المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية عند زيارتها إلى المغرب في الفترة ما بين 13 و21 دجنبر 2018، للوقوف على الجهود التي يبذلها للقضاء على عدم المساواة والتمييز العنصري؛ وأيضا بمناسبة الكلمة التي ألقيتها باسم الوفد المغربي خلال الشق رفيع المستوى من الدورة الأربعين الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف يوم 25 فبراير 2019". ولفت وزير حقوق الإنسان إلى أن "حدثين في الآونة الأخيرة يجسدان اهتمام المغرب بمحاربة العنصرية وأشكال الكراهية؛ أولهما احتضانه للمؤتمر الحكومي الدولي الذي نظّمته الأممالمتحدة في مراكش يومي 10-11 دجنبر 2018، والذي تمت إثره المصادقة على الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، الذي من شأنه تهيئة الظروف القمينة بتمكين جميع المهاجرين من إثراء المجتمعات التي يتواجدون بها من خلال العمل على رفع قدراتهم البشرية والاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز اندماجهم في عجلة التنمية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية". ثاني الحدثين، يضيف الرميد: "الرسائل والدلالات القوية التي شكلها حدث الزيارة الرسمية التي قام بها بابا الفاتيكان إلى المملكة يومي 30 و31 مارس 2019 بالنسبة لرهانات وتحديات تأصيل قيم التسامح والتعايش المشترك والحوار بين الديانات والثقافات، في مواجهة خطابات الكراهية والتطرّف والاقصاء إن وطنيا أو دوليا". إلى ذلك قالت آنا فونشيسكا، ممثلة الأممالمتحدة بالمغرب، في كلمة مقتضبة، إن "المغرب بذل جهدا كبيرا على مستوى محاربة العنصرية، وهو بلد متعاون مع الأممالمتحدة في هذا الباب"، مثمنة مبادراته "الرامية إلى القضاء على العنصرية، خصوصا داخل خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ فضلا عن إحداث وزارة الأسرة والتضامن".