مهاجرون من دول جنوب الصحراء يصرحون بمعاناتهم من العنصرية بسبب اللون * العلم: الرباط – عزيز اجهبلي حركت «تنداي أشيومي»، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري، وكره الأجانب، في ندوة صحفية يوم أمس الجمعة 21 دجنبر 2018، بالرباط، بركة حقوق الإنسان بالمغرب، وما يتصل بها من قضايا تهم العديد من المجالات المرتبطة بالحقوق الفردية والجماعية، لفئات عريضة للمجتمع المغربي وكذا حقوق المهاجرين، الذين يعيشون على أرض المغرب بشكل غير قانوني، وأكدت أشيومي في الندوة ذاتها التي قدمت فيها ملاحظات أولية عن تقرير عام حول التمييز العنصري وكراهية الأجانب بالمغرب، قالت إنه سيصدر في يوليوز 2019 ، أن المغرب رغم مصادقته على العديد من الاتفاقيات الدولية الحادة من كل أشكال التمييز، فإنه لازال هناك جهد كثير يتطلب بذله من أجل رفع كافة أشكال التمييز والعنصرية وكره الأجانب. ولاحظت المقررة الخاصة من خلال زيارتها للعديد من المناطق، خاصة في شمال المغرب، وتحديدا الغابات الموجودة بضواحي طنجة، التي يتواجد بها عدد مهم من المهاجرين من دول جنوب الصحراء، أن هؤلاء المهاجرين عبروا لها عن معاناتهم من مضايقات وتمييز، ومن سلوكات بعض المسؤولين الذين قاموا بانتهاكات ضدهم حسب ما أوردته المقررة الخاصة. وأشارت أن مهاجرين أكدوا لها إقصاءهم من وظائف بالنظر إلى لونهم، وذلك يحدث بالرغم من أن المغرب أصبح رائدا في قضايا الهجرة والمهاجرين. وفيما يتعلق بالحقوق الثقافية المرتبطة خاصة بالأمازيغية، قالت المقررة الأممية إنها لا حظت من خلال لقاءاتها مع ممثلي الهيئات الأمازيغية، أنه رغم رسمية هذه اللغة في دستور 2011، لازال الاقصاء والتمييز سيدي الموقف في هذا الصدد، وأن الحكومة الحالية لم تستطع تنزيل مضامين الدستور، خاصة ما يرتبط بالفصل الأخير منه. وطالبت الحكومة المغربية بالتسريع في تنزيل مقتضيات الدستور، مذكرة أنها لاحظت أمازيغيين يشتكون من التهميش خاصة، أولئك الذين يعيشون في العالم القروي، وأن الأمازيغية تعاني إقصاء واضحا في المدرسة وفي المحاكم، وأنها ( أي الأمازيغية) لا تستعمل في كافة مستويات التعليم، بالإضافة إلى النقص الواضح في عدد أساتذة تعليم هذه اللغة، زد على ذلك الأمازيغيون الذين يعانون من انتزاع الملكية. ودعت المقررة الخاصة إلى الاهتمام بهذه القضايا، ورغم تسجيلها لهذه الملاحظات فإن «أشيومي» تحدثت عن قضايا حقق المغرب فيها تقدما، مذكرة بمضامين دستور 2011 والإنجازات المرتبطة بمجال حقوق الإنسان، وتسوية وضعية عدد من المهاجرين منذ سنة 2014. ولم تترك المقررة الخاصة الفرصة لتشكر المسؤولين المغاربة لمساعدتها على زيارة العديد من المناطق، من أجل إنجاز تقريرها بخصوص أشكال التمييز والعنصرية بالمغرب. وتندرج زيارة «أشيومي» التي تقوم بها للمغرب ما بين 13 و21 دجنبر الجاري، في إطار تفاعل المغرب مع آليات منظومة الأممالمتحدة، لحقوق الإنسان ولا سيما آليات الإجراءات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان.