حظيت المسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة، أمس الأحد بالرباط، للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، بتغطية إعلامية دولية واسعة، خاصة من قبل المواقع الإلكترونية لكبريات الصحف الدولية. رويترز تحت عنوان: "الآلاف يتظاهرون في الرباط للمطالبة بإطلاق سراح النشطاء المعتقلين"، كتبت رويترز أن الآلاف من المغاربة نظموا مسيرة يوم الأحد بالرباط للمطالبة بإطلاق سراح النشطاء المعتقلين على خلفية الاحتجاجات على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الريف-شمال المغرب أواخر 2016 وبداية 2017. وكتب الموقع قائلا: "قبل أسبوعين، محكمة استئنافية بالدارالبيضاء قضت ب 20 سنة سجنا نافذا في حق ناصر الزفزافي، نبيل أحمجيق، وسيم بوستاتي وسمير إغيد، بتهم تضمنت تقويض النظام العام وتهديد الوحدة الوطنية"، مضيفا أن "35 ناشطا آخر حكم عليهم بالسجن بين عامين و15 سنة، وواحد نال سنة حبسا موقوف التنفيذ". وأورد الموقع أن المسيرة جمعت عائلات نشطاء الريف، ومنظمات حقوق الإنسان، والحركة الأمازيغية، والأحزاب السياسية اليسارية، والحركة الإسلامية المحظورة العدل والإحسان، موردا أن المتظاهرين طالبوا أيضا بإطلاق سراح الصحافي حميد المهداوي "الذي غطى احتجاجات الريف وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة عدم الإبلاغ عن جريمة ضد أمن الدولة بعد تلقي مكالمة هاتفية من مغربي يعيش في الخارج قال إنه سيدخل أسلحة إلى المغرب". رويترز أوردت أن "مظاهرات الريف، إلى جانب مظاهرات بلدة جرادة في أوائل عام 2018، كانت هي الأكثر حدة منذ حراك عام 2011 الذي دفع الملك محمدا السادس إلى نقل بعض سلطاته إلى برلمان منتخب"، وفق تعبيرها. وذكّر الموقع بأن "احتجاجات الريف الذي تقطنه أغلبية أمازيغية اندلعت بعد وفاة تاجر الأسماك محسن فكري في أكتوبر 2016، الذي تم سحقه داخل شاحنة للقمامة بعدما حاول استعادة الأسماك التي صادرتها الشرطة". واشنطن بوست بالبنط العريض، كتب الموقع الإلكتروني ل"واشنطن بوست": المغاربة يحتجون على أحكام بالسجن ضد نشطاء مناهضين للفقر". وقالت الصحيفة الأمريكية المؤثرة إن المتظاهرين في مسيرة الأحد بالعاصمة المغربية خرجوا "لإدانة الأحكام المطولة بالسجن على عشرات النشطاء، بمن فيهم زعيم حراك الريف لمكافحة الفقر"، على حد تعبيرها، موردة أن المظاهرة أدت إلى شل أحد الطرق الرئيسية في الرباط، بينما اكتفت قوات الأمن بمراقبها. ووصفت الريف بأنه "منطقة متعثرة في شمال المغرب حيث ولد حراك عام 2016، تطالب بالتطوير وخلق فرص العمل". "إنهم يعلمون أنهم سيموتون في السجن"، يقول والد الزفزافي لوكالة أسوشيتيد برس نقلته "واشنطن بوست"، قبل أن يضيف: "الناس المحتجون اليوم يعرفون ذلك أيضا، لهذا السبب هم هنا". وكتبت الصحيفة أن "انتفاضة الريف امتدت إلى أجزاء أخرى من المغرب، مسجلة بذلك أكبر اضطرابات في المملكة منذ احتجاجات الربيع العربي عام 2011، لكن الحركة أُسكتت مع سجن الناشطين"، موردة تصريحا لنبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد المعارض، قالت فيه: "طالب الزفزافي ورفاقه بالعدالة الاجتماعية وإنشاء المدارس والمستشفيات ... يريدون منا أن نعيش في ظل القمع". وقال محامي الحكومة محمد الحسيني كروط للصحيفة ذاتها إن "محكمة الاستئناف أكدت الأحكام لأنه لم يكن هناك شيء جديد للنظر في القضية". واستحضرت الصحيفة خطاب العاهل المغربي محمد السادس الذي ألقاه في المنطقة العام الماضي، وقالت لقد "انتقد برامج التنمية الاجتماعية للمملكة باعتبارها متداخلة وغير منسقة ولا تصل السكان المستهدفين". دايلي مايل الموقع الإلكتروني البريطاني "دايلي مايل" عنون: "الآلاف يحتجون لدعم النشطاء المغاربة"، وقال إن المتظاهرين يطالبون ب"الإفراج عن العشرات من النشطاء المحكوم عليهم بالسجن لمدة 20 عامًا لدورهم في حركة احتجاجية". وأضاف: "في وقت سابق من هذا الشهر، أيدت محكمة الاستئناف قرار المحكمة الابتدائية بسجن 42 شخصًا على خلفية احتجاجات شعبية بمنطقة الريف المهمشة في أكتوبر 2016"، وزاد أن ذلك "أثار انتقادات من جماعات حقوق الإنسان ... لكن السلطات المغربية تصر على أن العملية القضائية اتبعت المعايير الدولية". وأورد أن "مسيرة الشعب المغربي: أوقفوا الظلم السياسي"، دعت إليها عائلات المعتقلين وأحزاب سياسية ومدافعون عن حقوق الإنسان. وصرح الناشط بوبكر الجوهري للموقع قائلا: "ندعو إلى وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية الحركات الاجتماعية، والاستجابة لمطالبهم المشروعة". وأورد الموقع أن السلطات نقلت، في 11 أبريل، المعتقلين من سجن الدارالبيضاء إلى مركز في شمال المغرب، وقالت إنها فعلت ذلك ليكونوا "قريبين من عائلاتهم". بينما قال أحمد الزفزافي، والد ناصر، لقد "تم نقلهم إلى أسوأ السجون في المملكة" و"أضربوا عن الطعام"، ودعا، في مؤتمر صحافي بعد احتجاج يوم الأحد، "صناع السياسة إلى إيجاد مخرج من هذه الأزمة". من جهتها، قالت سلطات السجن، يوم الجمعة، يكتب الموقع ذاته، إن الحالة الصحية للمعتقلين تخضع لمراقبة دقيقة. وإلى جانب عقوبة السجن البالغة 20 عامًا، يقول الموقع، تراوحت أحكام السجن الأخرى المؤكدة في الاستئناف من سنة إلى 15 عامًا. وتم العفو عن 11 آخرين العام الماضي من قبل الملك محمد السادس. آر إف آي أفريك (RFI Afrique) كتب يقول إنه بناء على دعوة من جمعيات حقوق الإنسان والعديد من الأحزاب السياسية، بما في ذلك اليسار والإسلاميون، سار المتظاهرون من حي باب الحد الشعبي إلى البرلمان. واستقى الموقع رأي عبد الحق، متظاهر في الأربعينات من عمره، قال فيه: "إنهم أبرياء يجب إطلاق سراحهم، لأنهم سجناء سياسيون يدافعون عن حقوق الإنسان. الظالمون في البرلمان وفي الحكومة هم الذين يجب عليهم الذهاب إلى السجن، وليس ناصر الزفزافي وأصدقاؤه". وقالت مريم، ناشطة جمعوية: "كان تأكيد الحكم بمثابة صدمة، لقد كان لدينا أمل". الأمل نفسه هو ما كان يرجوه عبد الحميد، مطور كمبيوتر، 31 عامًا، الذي قال: "لقد حكم ب 20 عامًا على ناصر الزفزافي وأصدقائه. إنه كثير جدًا، لم يؤذوا هذا البلد، لقد أرادوا فقط حياة طيبة". China.org.cn أورد الموقع أن "آلاف المغاربة تظاهروا في العاصمة الرباط يوم الأحد للمطالبة بالإفراج الفوري عن نشطاء مسجونين إثر احتجاجات الريف". وأضاف: "شجب المتظاهرون، في المسيرة التي نظمتها عدة أحزاب سياسية وجمعيات معارضة، تأييد محكمة الاستئناف الحكم الابتدائي الذي يصل إلى 20 عامًا سجنا نافذا بسبب الاحتجاج الذي هز المنطقة الشمالية الشرقية للمملكة في أواخر 2016 وبداية 2017". لوفيغارو الموقع الإلكتروني للصحيفة الفرنسية كتب أن "آلاف الأشخاص تظاهروا يوم الأحد في العاصمة المغربية الرباط للمطالبة بالإفراج عن معتقلي حراك الريف، وهي حركة احتجاج هزت منطقة الريف في 2016-2017، بعد تأكيد الأحكام الصادرة بحقهم لمدة تصل إلى 20 عامًا سجنا نافذا". وأضاف: "هتف المتظاهرون في طقس قاتم: الشعب يريد الإفراج عن المعتقلين، وهم يسيرون خلف لافتة لدعم معتقلي هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية". وقال الناشط بوبكر الجوهري، في تصريح لوكالة فرانس برس، أوردته لوفيغارو: "ندعو إلى وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن جميع المعتقلين من الحركات الاجتماعية والاستجابة لمطالبهم المشروعة". العربي البريطانية (alaraby.co.uk) الموقع نقل عن رويترز تغطيته للمسيرة الاحتجاجية، وكتب يقول: "الآلاف من المغاربة احتجوا في الرباط يوم الأحد للمطالبة بالإفراج عن نشطاء مسجونين قادوا الاحتجاجات في منطقة الريف ضد التهميش الاقتصادي والاجتماعي". وأضاف: "حمل المتظاهرون أعلام المجتمع الأمازيغي وصور النشطاء المسجونين وهم يهتفون: يحيا الريف، وحرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية، والشعب يريد الإفراج الفوري عن معتقلي الريف". يورو نيوز الموقع الإلكتروني ليورو نيوز كتب قائلا: "بعد الاضطرابات السياسية والاجتماعية في 2016/2017، حكم على 53 ناشطا من حراك ريف بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا في منتصف العام الماضي"، وأورد أن مسيرة الأحد تأتي ضد هذه الإدانات. وصرح رشيد راحرا، أحد المحتجين، للموقع قائلا: "كل هذا محزن وغير عادل، خاصة وأن المعتقلين صغار السن، وكان بإمكانهم فعل الكثير لبلدهم، وما كان يجب أن يكونوا خلف القضبان دون أي مبرر". وقال الموقع إن "سبب المظاهرات الحاشدة في منطقة الريف الأمازيغية في شمال المغرب هو الموت العنيف لبائع الأسماك محسن فكري عندما جاءت السلطات لمصادرة بضاعته في السوق". ووفقًا ل"المغرب بوست"، فإن "الاحتمال الوحيد (لإطلاق سراح المعتقلين) كان طلب العفو من الملك محمد السادس"، تورد يورو نيوز، مضيفة أن 24 نائباً من البرلمان الأوروبي كانوا قد وجهوا، في وقت سابق من هذا الشهر، رسالة مفتوحة إلى وزير العدل المغربي، دعوا فيها إلى الإفراج عن المعتقلين.