في قالب فني حديث يجمع بين تقنيات الخدع البصرية والأقنعة المثيرة للرعب، يبحر المخرج المغربي طلال السلهامي في الذاكرة الشعبية للمغاربة وطقوس الاحتفال بعاشوراء لفك لغز خرافة "بوغطاط". وتدور أحداث الفيلم الجديد "عاشوراء"، الذي يستعد لدخول القاعات السينمائية، "في عالم يملأه الخيال لتصوير قصة أطفال يخرجون إلى الشارع للرقص والغناء احتفالا بعاشوراء، حيث يقصدون منزلا مهجورا لأحد الأجانب فيختفي أحدهم في ظروف غامضة"، يورد الممثل محمد الشوبي في تصريح لهسبريس. على مدار 95 دقيقة، تتعقب عدسات كاميرا المخرج السلهامي الطفل المختفي الذي يزعم أصدقاؤه أنه تم اختطافه من طرف "بوغطاط"؛ ذلك الوحش الذي يتغذى على أكل الأطفال، فتمضي السنوات ويلتقي الأصدقاء الناجون الثلاثة بصديقهم المختفي بتزامن مع اختطاف العديد من الأطفال، فبات يتعين على المجموعة، التي يعمل واحد منها مفتش شرطة، مواجهة الماضي وفك لغز اختفاء الأطفال. إدخال الرعب للسينما المغربية قال عنه المخرج المغربي فرنسي الجنسية إنه استلهمه من السينما الأمريكية والثقافة المغربية الغنية بالأساطير والحكايات الشعبية، مستعينا بتقنيات تصويرية مكنته من عكس سوداوية الأحداث. في مقابل ذلك، لم تسلم تجربة السلهامي بإدخال أفلام الرعب للشاشة المغربية من الانتقاد، حيث اعتبر الناقد المغربي عبد الكريم واكريم أن "المخرج فشل في ضبط إيقاع مناسب لفيلمه، بحيث ظل فيلما بسيطا يتمحور حول إرعاب الأطفال". وأبرز الناقد المغربي أن السلهامي لم يحسن استغلال المرجعيات الشعبية المغربية من خلال استلهام "عاشوراء" وإضافة شخصية "بوغطاط" كما هي في المخيال الشعبي المغربي، وظل الفيلم غريبا عنها مُحلقا فوقها برؤية غرائبية. وقام بتشخيص الأدوار كل من عمر لطفي، ومحمد الشوبي، ويونس الركاب، وصوفيا مانوشا، وغيرهم. وعن الأداء الذي قدموه بالفيلم قال واكريم: "التمثيل جيد عموما والأطفال كانوا كلهم متفوقين في أدائهم، مع تميز ملحوظ لعمر لطفي في دور مغاير لما مثله قبل هذا الفيلم".