أظهر استطلاع للرأي أن شعبية رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، وصلت إلى أعلى معدلاتها منذ توليها المنصب. وكانت أرديرن نالت الاشادة، في الداخل والخارج، بسبب طريقة تعاملها مع واقعة اطلاق النار في مسجدين بمدينة كرايستشيرش الشهر الماضي. وأوضح الاستطلاع الذي أجرته "1 نيوز كولمار برونتون لاستطلاعات الرأي" أن 51 في المئة من المشاركين قالوا إن أرديرن هي رئيس الوزراء المفضل لهم؛ وهو ما يزيد بنسبة سبع نقاط مئوية مقارنة بآخر استطلاع في فبراير. وهذا أول استطلاع رأي سياسي منذ أن قتل مسلح 50 مصليا في مسجدين في مدينة كرايستشيرش يوم 15 مارس الماضي. وتراجعت شعبية سايمون بريدجز، زعيم الحزب الوطني المعارض الذي ينافس أرديرن، بنسبة نقطة مئوية واحدة لتصل إلى خمسة بالمئة. وأظهرت نتائج شعبية الأحزاب زيادة التأييد لحزب العمال بزعامة أرديرن بنسبة ثلاث نقاط مئوية، لتصل إلى 48 بالمئة، بينما تراجعت شعبية الحزب الوطني إلى أدنى مستوى لها، منذ شتنبر 2017، لتصل إلى 40 بالمئة. وقالت أرديرن لمحطة "1 نيوز" التلفزيونية ،عندما سُئلت على نتيجة الاستطلاع، "كل ما أعرفه هو أنني أقوم بعملي على أفضل وجه ممكن". ومنذ توليها السلطة، في عام 2017، واجهت حكومة أرديرن الائتلافية العديد من التحديات من بينها ضعف ثقة مؤسسات الأعمال في الحكومة ومواقف النقابات وتباطؤ الاقتصاد. كما دفع صغر سنها وعدم شهرتها دوليا منتقديها للتشكيك في قدراتها. لكن الزعيمة البالغة من العمر 38 عاما قامت بكل ما هو صواب في الساعات التي تلت "هجوم كرايستشيرش". ووصفت أرديرن على الفور جريمة القتل الجماعي بأنها جريمة إرهابية، وبدأت في طمأنة البلاد التي لم تتضرر إلى حد كبير من العنف والمخاوف التي ابتليت بها بلدان أخرى في العقدين الماضيين. وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي صورة أرديرن وهي تضع غطاء للرأس وتواسي أسر ضحايا المذبحة، ونالت إشادة المسلمين في جميع أنحاء العالم؛ وكذلك زعماء دول أخرى. وأُجري الاستطلاع في الفترة من السادس من أبريل وحتى العاشر من الشهر نفسه، ويبلغ هامش الخطأ فيه نسبة 3.1 بالمئة.