يبعد سد تمالوت بقرية إمتشيمن عن الجماعة الترابية تونفيت إقليم ميدلت بحوالي 16 كيلومترا، وهو مشروع استغرقت مدة إنجازه حوالي 6 سنوات؛ من 2008 إلى حدود 2014، وبكلفة إجمالية قدرت ب64 مليار سنتيم. ويهدف هذا المشروع إلى تزويد المراكز المجاورة للسد بالمياه الصالحة للشرب، ناهيك عن تطعيم الفرشة المائية، إلى جانب الحماية من الفيضانات، إضافة إلى سقي الأراضي الموجودة بسافلة السد يما يقارب 5000 هكتار، وهو عبارة عن منشأة مائية تبلغ حقينتها 50 مليون متر مكعب، ستمكن من سقي حوالي 5000 هكتار من أشجار التفاح التي تشتهر بها قرى إقليم ميدلت عموما. كما أن هذا المشروع بات متنفسا لشباب المنطقة، لاسيما في فصلي الربيع والصيف، اللذين تشهد فيهما درجة الحرارة ارتفاعا ملحوظا، ويشجع على زيارته والاستمتاع بالمناظر المحيطة به والمجاورة له والسباحة في مياهه مع أخذ الحيطة والحذر. حامات إمتشيمن قبل الشروع في إنجاز سد تمالوت بالموقع المذكور، كانت المنطقة معروفة بحاماتها التي تتدفق منها مياه دافئة (34 درجة في سافلته). وقد كثرت الروايات عن الأمراض التي تعالجها، إذ هناك من يؤكد من الساكنة المحلية أنها تداوي كل الأمراض الجلدية، من حب الشباب والبرص، علاوة على الاسترخاء الذي يحس به الزائر وهو يستحم في مياهها. وعن أسباب حرارة المياه بتلك العيون، أكدت مصادر متفرقة لهسبريس أن تلك المنطقة معروفة بكثرة مادة الكبريت؛ وهو ما يجعل المياه تنبجس من عمق الأرض بغزارة وهي ساخنة، راسمة منظرا يسر الناظرين وتبتهج لروعته أسارير الزائرين. وعلى الرغم من كل هذه الفوائد والمنافع، فإن الحامات في حاجة إلى الصيانة والترميم والتأهيل والمواكبة ومزيد من الاهتمام من قبل المسؤولين، حتى يكثر الإقبال على هذه المنابع، على غرار حامات مولاي يعقوب وحامات مولاي علي الشريف، التي سلط عليها الإعلام، بأنواعه المختلفة، الضوء في أكثر من مناسبة، للتعريف بها ونفض الغبار عنها وسرد فوائدها. أكثر من ذلك، هناك أصوات حقوقية وجمعوية من المنطقة تنادي بتوفير مقاه ودور مجهزة بوسائل الراحة للراغبين في المبيت وقضاء أيام معدودة لتشجيع السياحة وطنيا وعالميا، حتى يتأتى للزوار الاستجمام والاستمتاع بمنظر السد بمياهه الخضراء، وكذا بدفء الحامات التي تستهوي الباحثين عن الاسترخاء بعيدا عن التوتر وصخب المدن والمنازل الإسمنتية؛ وهي الخطوة التي ستحرك، ولو لفترة، عجلة التنمية الاقتصادية، التي تعرف ركودا بالمنطقة على طول السنة. مرتع لتربية الأسماك يُعد سد تمالوت، على غرار باقي السدود، مرتعا مناسبا لاستزراع الأسماك بمختلف أنواعها حفاظا على الثروة السمكية وتثمينا لمنظومته المائية؛ وهي الخطوة التي قامت بها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في أواخر فبراير المنصرم، من خلال "استزراع أكثر من 220 ألفا من صغار أسماك 'التروتة القزحية' في سد تمالوت الذي يقع بالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي"، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء. والغاية من هذا الاستزراع، حسب المصدر ذاته، هي "المساهمة في تنشيط مجال الصيد الرياضي والسياحي في المنطقة"، علاوة على أنه يروم "تسويق المنتوجات المحلية والمجالية التي يقبل عليها السياح الوافدين على المنطقة لممارسة هواية صيد الأسماك". طريق غير معبدة لعل كل زائر لسد تمالوت منطلقا من تونفيت سيشد انتباهه أن الطريق في البداية مشجعة على زيارة "البراج"؛ غير أنه يُلاحظ، في وسط المسير، أنها غير معبدة ومحفرة ومغبرة، وهو ما سيقلل من حماسة الراغبين في سبر أغوار السد، وسيطفئ شعلة المندفعين لاستكشاف المكان واستكناهه. مصادر عديدة تؤكد، في تصريح لهسبريس، أن الرغبة تحدوهم لزيارة السد كل يوم بحثا عن الراحة؛ غير أن الطريق "الناقصة" تحول دون ذلك، خوفا على سياراتهم من الأعطاب التقنية التي هم في غنى عنها. ودعت المصادر ذاتها المسؤولين على مستوى الإقليم إلى إيلاء الاهتمام اللازم والرعاية الكافية لهذا المشروع الضخم، حسب وصفهم، مؤكدين أنه يستحق التفاتة لما له من مزايا. وذكر فاعلون حقوقيون وجمعويون من المنطقة، في هذا السياق، أن الزيارة التفقدية التي قامت بها شرفات أفيلال، كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، المكلفة بالماء، سابقا، السنة الماضية، غير كافية ولم تشف غليلهم؛ بل تحتاج المنطقة إلى التفقد من حين إلى آخر من قبل القائمين على الشأن المحلي والإقليمي وكذا الجهوي، للتعريف بالسد والمنطقة على حد سواء.