خلال الأيام الماضية، تمكنت مصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك خلية إرهابية على مستوى مدينة تازة، كانت تحضر لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مؤسسات حيوية بالمملكة. بلاغ وزارة الداخلية حينها أفاد بكون الخلية المكونة من أربعة متطرفين يقودهم مقاتل سابق في سوريا والعراق، كان قد قضى عقوبة سجنية بمقتضى قانون الإرهاب، ما يدل على أن المملكة تعد وجهة مستهدفة من لدن المتطرفين والذئاب المنفردة. محمد بنحمو، خبير في الدراسات الاستراتيجية، قال إن عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية من طرف السلطات الأمنية المغربية دليل على أن "المغرب مازال مستهدفا"، مضيفا أن هذا الأمر "مؤشر على وجود التهديد، وعلى أن المغرب في أجندة التنظيمات الإرهابية حاضرا". وشدد بنحمو، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أنه "بعد نهاية التنظيم الإرهابي داعش واندثاره في كل من سوريا والعراق، أكيد أن يتطلب الأمر استفاقة أكبر"، لافتا إلى كون التنظيم يحاول القيام بعمليات واستهداف بعض المناطق والدول، وضمنها المغرب، ليظهر أنه ما زال يتوفر على قوة وقدرة على الضرب وزعزعة الاستقرار. وأكد الخبير العسكري أن الأجهزة الأمنية المغربية "تقوم بعملها بشكل دائم وتسهر على الحفاظ على الأمن، وهي ما زالت تطبق السياسة الأمنية الاستباقية وتراقب بحذر كبير ويقظة كبيرة مختلف تحركات الأشخاص والأفراد والجماعات التي قد تستهدف المغرب". وأوضح المتحدث نفسه أن المصالح الأمنية تقوم بدورها، "وتعي جيدا أن هناك تهديدا واستهدافا للمغرب وانتقال العديد من المقاتلين للاستقرار بالمملكة، وضمنهم أجانب، في سعي لتنفيذ مخططات وعمليات إرهابية تستهدف استقرار المملكة". وبخصوص هؤلاء المقاتلين المغاربة والأجانب الذين كانوا ضمن صفوف التنظيم الإرهابي، والذين قرروا العودة إلى المغرب، أكد الباحث نفسه أن "الجميع معني بمسألة المقاتلين العائدين من بؤر التوتر وبؤر داعش، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، والمغرب كباقي الدول معني بذلك". وشدد محمد بنحمو على أن "هناك عملا دؤوبا وعملا استخباراتيا كبيرا ورصدا لهؤلاء المجندين، وبالتالي، يمكن القول إن هناك يقظة كبيرة في هذه المرحلة لكون هؤلاء يمكنهم تنفيذ مشاريعهم في المغرب". هذا الرصد والمراقبة الاستخباراتية للعائدين من بؤر التنظيم الإرهابي مكن مصالح وزارة الداخلية المغربية، الأربعاء الماضي، من تفكيك خلية بمدينة تازة، تفيد المعطيات الأولية، بحسب الوزارة، أن "زعيم هذه الخلية الإرهابية، الذي قام باستقطاب وتأطير عناصر مجموعته، حاول استغلال خبراته القتالية التي تلقاها بالساحة السورية العراقية للتخطيط والتحضير لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مؤسسات حيوية بالمملكة". وأكدت الوزارة في بيان لها أن "أحد المشتبه فيهم ساهم في تمويل التحاق بعض المقاتلين المغاربة بهذه البؤرة"، مضيفة أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدابير الحراسة النظرية، في إطار البحث معهم، تحت إشراف النيابة العامة المختصة.