قال رسامو الكاريكاتير وإعلاميون إن فنّ الكاريكاتير "هو فنّ حديث العهد في خريطة الفنون البصرية بالمغرب، وفن مستقل بأدواته وعناصره، وكذلك بخصوصياته التعبيرية والجمالية". وكشف المتدخلون خلال ندوة تفاعلية بعنوان "على من كانضحكو؟"، نظمت مساء أمس برحاب جامعة "نيو إنغلند" الأمريكية بطنجة، أن الكاريكاتير، على امتداد ما راكمه الفنانون المغاربة، "حقق تقدما عربيا، مرورا بالمخضرمين، ثمّ جيل الشباب، وبالتالي فالمشهد الفني مر بتجارب متنوعة وغنية، سواء على مستوى الأسلوب أو المعالجة". وأوضح المشاركون في الندوة، التي نظمها المركز الإعلامي المتوسطي والجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير، أن هذا الفنّ "خرج من رحم الصحافة، باعتبار أن بداياته برزت في مجموعة من الصحف الرائدة، التي كانت تحتضن الرسوم الساخرة في ظروف لم تكن سهلة، حيث تحمل الرسامون الرواد عناء البداية والتأسيس". وبفضل جهود نسائه ورجاله، "استطاع هذا الحقل الفني أن يفرض نفسه داخل النسيج الفني بالمغرب، ويحقق جوانب مهمة من رهاناته، خصوصا مؤخرا بعد إعلان فرع الكاريكاتير في جائزة الصحافة، وكذا توالي مجموعة من الملتقيات والفعاليات، التي أضحت مواعيد ومناسبات لإبراز مجموعة من التجارب المتميز في الكاريكاتير"، حسب تعبير المشاركين. وأوضح المتدخلون في هذه الندوة التفاعلية أن الكاريكاتير شهد تطورا تدريجيا خلال مساره في المغرب، "مع احتفاظ كل فنان بأسلوبه الخاص وتجربته، سواء رسم في المجال السياسي أو الاجتماعي، مع ملاحظة أنه في العالم يتأرجح هذا الفنّ بين قطبي الإعلام والفن والإبداع، حيث حار مجموعة من نقاد المجال أين يمكن أن نصنفه". وكشف المشاركون في الندوة أن الإعلام المغربي استفاد من رسم الكاريكاتير منذ نشأته، مستدركين بالقول إنه ما زالت تنقص المساحات المخصصة له في التلفزيون المغربي، رغم ما يمكن أن يوفره من إضافة لهذا الوسيط المرئي. وبخصوص تجربة الرسم ذاتها، أوضح المتدخلون أن تجربة رسم البورتريه خصوصا هي تجربة فريدة من نوعها، "حيث يكون هناك تخوف مزدوج من الفنان والشخص الذي يتم رسمه، بين عدم القدرة على إتقان الرسم من قبل الأول، وتخوف الثاني من أن يظهر بشكل غير جيّد". إلى ذلك، استعرض رساما الكاريكاتير عبد الغني الدهدوه وخالد كدار جزءا من تجربتهما في فن الكاريكاتير، وسط تفاعل الجمهور مع عرضيهما، بينما قدّم الإعلامي نبيل درويش قراءة في كتاب "الكاريكاتير في المغرب.. السخرية على محك الممنوع" للناقد إبراهيم الحيسن. يذكر أن رسامي الكاريكاتير المشاركين في هذه الندوة قدموا هدايا لمجموعة من الحاضرين في آخر اللقاء التفاعلي على شكل بورتريهات كاريكاتيرية رسموها لهم في عين المكان.