كشفت هيئة رقابية حكومية فرنسية في تقرير صادر حديثاً أن المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان كان يتلقى مكافآت سخية من دولة قطر لتمويل مشاريع متعلقة غالباً بحركة الإخوان المسلمين، وفق ما ذكرته إذاعة مونت كارلو الدولية. وبحسب المذكرة التي نشرتها وكالة Tracfin الرسمية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية والمتخصصة بمكافحة الاحتيال المالي وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، فإن رمضان عمل بصفة "مستشار" مع قطر وكان يتلقى أموالاً تدفعها "مؤسسة قطر" وهي إحدى القنوات التي تسمح للدوحة بتمويل مشاريع مختلفة في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية التي اطلعت على التقرير، فإن مؤسسة قطر قد سهلت انتقال رمضان إلى الدوحة واستفادته من دعم الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعد بمثابة الأب الروحي لحركة الإخوان المسلمين. وبحسب تحقيقات الوكالة، فقد حوّل طارق رمضان في 1 يونيو 2017 ما يعادل 590 ألف يورو من حسابه القطري الذي تغذيه مدفوعات مؤسسة قطر الشهرية. ومن المرجح، دائماً بحسب الوكالة، أن تكون تلك الأموال قد استخدمت في 28 يوليوز 2017 في شراء شقة من طابقين شمال باريس، وأن تكون دفعات أخرى قد تم التبرع بها لجمعيتي "Juste Cause" و"Horizons" المرتبطتين برمضان. في كتاب نُشر في 4 أبريل 2019 بعنوان "أوراق قطر. كيف تمول الإمارة إسلام فرنسا وأوروبا"، تحدث الصحفيان كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو عن المكافآت التي تلقاها رمضان، وكشفا عن التمويل الذي قدمته قطر لمؤسسات ومشاريع بناء المساجد المرتبطة بشبكة الإخوان المسلمين في أوروبا. ويبرز من بين المستفيدين من عطاءات قطر "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية" الخاصة القريبة من "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" وهو، وفق الصحافيين، بمثابة الفرع الفرنسي لجماعة الإخوان المسلمين.