يخيّم شبح سنة دراسية بيضاء على كليات الطب في المملكة برسم الموسم الدراسي الجاري، بعد أن قرّر الطلبة مقاطعة الدروس منذ ثلاثة أسابيع، وإعلانهم مقاطعة الامتحانات أيضا في حال عدم تجاوب وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة مع ملفهم المطلبي. وحسب الإفادات التي حصلت عليها هسبريس، فإن طلبة كليات الطب، المقاطعين للدراسة، يتّجهون نحو سنة دراسية بيضاء في حال عدم استجابة وزارتي التعليم العالي والصحة لمطالبهم، حيث سيقاطعون الامتحانات المحدّد تاريخها بداية شهر ماي القادم. ويعود سبب مقاطعة طلبة كليات الطب للدروس واتجاههم نحو مقاطعة الامتحانات إلى رفْض وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة تضمين النقط المتفق عليها في محضر اتفاق، واكتفائهما باقتراح تضمينها في بلاغ مشترك، وهو ما يرفضه الطلبة الأطباء. وأوضح إلياس خطيب، عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب، أنّ التنسيقية تُلحّ على ضرورة توقيع محضر اتفاق مع وزارتي التعليم العالي والصحة، "لأن محضر الاتفاق يكون مُلزما لهما بتنفيذ بنوده، بينما البلاغ الذي تفضّله الوزارتان غير ملزم، لذلك نرفضه". وفيما تعيش كليات الطب على إيقاع الشلل بعد مقاطعة الطلبة للدراسة، قال إلياس خطيب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ التنسيقية الوطنية لطلبة الطب "تستعد لإعلان خطوات احتجاجية أخرى، سيتمّ تسطيرها في اجتماع أعضاء التنسيقية مساء اليوم الخميس". ويتضمن ملفهم المطلبي جملة من المطالب، تتعلق بالأساس بتداعيات خوصصة القطاع الصحي، حيث يشتكي طلبة كليات الطب العمومية من "مزاحمة" طلبة كليات الطب بالقطاع الخاص لهم في مباريات التوظيف وفي مباريات الداخلية والإقامة. وفي هذا الإطار، قال إلياس خطيب إن "مباريات التوظيف في المستشفيات العمومية يجب أن تكون مقصورة على طلبة كليات الطب العمومية"، مضيفا أن "عدد المناصب المالية المحدثة للتوظيف في المستشفيات العمومية أصلا قليل، فكيف يعقل أن ينافسنا عليها طلبة القطاع الخصوصي؟". ومن بين النقط الأخرى التي دفعت طلبة كليات الطب إلى مقاطعة الدراسة، منظومة الدراسات الجديدة التي وُضعت في سنة 2015، والتي يرفض الطلبة الأطباء عددا من النقاط الواردة فيها بداعي أنّه لم يتم إشراكهم في وضعها. وأوضح إلياس خطيب أنّ من بين النقط التي يرفضها الأطباء، تخفيض ميزة التخرّج من مشرف، أو مشرف جدا، إلى مقبول، قائلا: "كيف يُعقل أن يقضي الطالب ثماني سنوات وثلاثة أشهر من الدراسة والتكوين، وبعد كل هذه المدّة يتخرّج بميزة مقبول، وهذه الميزة ستؤثر سلبا على مستقبل الطبيب". التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب طالبت كذلك بمراجعة نظام تكوين طلبة السنة السابعة، حيث رفضت أن يتمّ اللجوء إليهم لسدّ الخصاص في المستشفيات الجهوية، لكونها لا تتوفر على أدنى الشروط القمينة باستفادة الطالب من تكوين مناسبٍ ومُجْدٍ. كما يطالب طلبة كليات الطب برفع تعويضات المداومة، التي لا تتعدى حاليا 1500 درهم شهريا، بزيادة 1000 درهم، لتصل إلى 2500 درهم. وكانت التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب قد عقدت اجتماعين مع الكاتب العام لوزارة التعليم العالي، واجتماعا آخر مع مسؤولي وزارة الصحة، وتمّ التوصل خلال الاجتماعات الثلاث إلى الاتفاق حول عدد من النقط، لكنّ مسؤولي الوزارتيْن يرفضون تضمين ذلك في محضر رسمي ويفضلون إصدار بلاغ مشترك في الموضوع، وهو ما ترفضه تنسيقية الطلبة.