يبدو أنّ طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان عازمون على عدم التراجع عن مقاطعة الامتحانات والدراسة، ما لم تستجب وزارتا التعليم العالي والصحة لجميع مطالبهم، على الرغم من تصريح الوزير سعيد أمزازي، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب الاثنين، بأن الامتحانات ستُجرى في موعدها. أمزازي خاطب طلبةَ كليات الطب بالقول: "الامتحانات ستُجرى في موعدها المحدد، فمن أتى من الطلبة مرحبا به، ومَن تخلّف عن الحضور فليتحمّل مسؤوليته"؛ لكن هذه الدعوة لم تلْق أي تجاوب من طرف الطلبة المعنيين، إذ انبروا إلى التعبير، في مجموعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن التمسك بمقاطعة الامتحانات. رفْض طلبة كليات الطب إجراء الامتحانات، ما لم تستجب الوزارتان الوصيتان لمطالبهم، أكده إلياس الخطيب، عضو التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة، بقوله إن "موقف الطلبة من استكمال الموسم الدراسي الجاري تمّ الحسم فيه يوم الأحد، حيث تم التصويت لصالح مقاطعة الامتحانات بنسبة 92.04 في المائة". وكانت تنسيقيات طلبة كليات الطب والصيدلة والأسنان قد عقدت جموعا في مختلف الكليات، لمناقشة العرض الذي قدمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي ووزارة الصحة إلى التنسيقية الممثلة للطلبة، وفوّض منسّقو التنسيقية أمرَ قبول العرض أو رفضه إلى الطلبة، الذين صوّتوا بأغلبية ساحقة برفضه. واعتبر إلياس الخطيب أن تصويت الطلبة برفض العرض الذي قدمته الوزارتان الوصيتان على التعليم العالي والصحة "هو جواب دامغ على موقفنا من استكمال الموسم الدراسي من عدمه، فقد جرى التصويت في سرّية تامة وفي جو ديمقراطي، حيث صوّت الطلبة وفق ما أملته عليهم قناعتهم، دون أي تدخّل من التنسيقية"، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 70 في المائة. ولم تمْض سوى دقائق على حديث الوزير أمزازي في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، حتى تدفقت تعليقات طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، الذين رفضوا اجتياز الامتحانات التي كان من المفترض أن تجري خلال شهر ماي الجاري. وقال عضو في تنسيقية الطلبة، في تصريح لهسبريس، إن تصريحات أمزازي "ستؤجج غضب الطلبة أكثر؛ لأن فيها استفزازا لهم". وأضاف المتحدث ذاته: "لا يمكن للوزارة أن تفرض علينا اجتياز الامتحانات؛ لأننا عبرنا عن موقفنا من اجتيازنا من خلال التصويت بالرفض، وقد كان الطلبة في هذا التصويت أسياد أنفسهم". من جهته، انتقد إلياس الخطيب تعاطي الحكومة مع طلبة كليات الطب، قائلا إن "الحكومة تعتقد أنها تتعامل مع تلاميذ، بينما نحن طلبة راشدون وناضجون، فهل بمثل هذه الخطابات سيتم تخويف طلبة منهم من يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاما"، مضيفا: "جواب الطلبة على مسألة مقاطعة الامتحانات كان واضحا، من خلال التصويت الذي جرى يوم الأحد، ونتمنى أن تلتقط الحكومة نتائج هذا التصويت جيدا".