مع كل موسم شتاء وخلال فترة التساقطات المطرية، يضع سكان أحياء ودواوير عدة بجماعة تمصلوحت بإقليمالحوز، التي توجد في فوهة وادي "العرارم وبوكجدر"، أيديهم على قلوبهم خوفا من هجوم سيول الفيضانات على منازلهم أو سقوط بعضها بسبب تركيبيتها الطينية. هذا الوضع عاشته هذه الجماعة الترابية القروية خلال التساقطات المطرية التي تهاطلت مؤخرا على إقليمالحوز، حيث غمرت المياه دوار العين وحي المجدوب والسويقة، على سبيل المثال لا الحصر، بسبب عدة شعاب توجد بهذه المنطقة التي أغرقتها فيضانات سنة 2014، ما أدى إلى انعقاد اجتماع حضرته عدة مصالح لوضع حد لهذا المشكل البنيوي الذي تعاني منه ساكنة تمصلوحت. وكانت سيول تساقطات الأمطار الرعدية الأخيرة اجتاحت الشوارع والأزقة وغمرت عددا من الأحياء التي استفادت من التبليط، ما جعل تسرب المياه يلحق ضررا كبيرا بأساسات المنازل، كما تسببت في انهيار جزئي لمنزل طيني بحومة السوق بجماعة تمصلوحت لم يخلف خسائر في الأرواح. ولتسليط الضوء على أسباب هذه المعضلة التي يعاني منها سكان تمصلوحت مع كل فصل شتاء ممطر، ربطت هسبريس الاتصال بعبد الجليل قربال، رئيس هذه الجماعة الترابية، الذي أوضح أن تبليط الأحياء تم بتنسيق مع المكتب الوطني للماء، الذي يشرف على تدبير الصرف الصحي، لتتم هذه الإصلاحات بشكل مشترك، لكن ممثلي المكتب لم يواكبوا هذه العملية بمعاينة قنوات المياه العادمة. وتابع قائلا: "يجب أن يتم حل مشكل مجرى كل من وادي العرارم وبوكجدر، لأن المياه التي تأتي من دار العين إلى تمصلوحت هي سبب مصائب هذه الأخيرة"، مضيفا: "يجب وضع حل جذري ونهائي من خلال توجيه مياه وادي العرارم لتصب في وادي نفيس". في المقابل، نفى مصدر من المكتب الوطني للماء بإقليمالحوز، طلب عدم الكشف عن هويته، عدم مواكبة هذه الإدارة للأشغال تبليط أحياء تمصلوحت، مستشهدا برسائل بعثها إلى رشيد بنشيخي، عامل الإقليم، وإلى رئيس الجماعة، بكون "المشكل يتمثل في ترك مجاري الصرف الصحي عارية، ما يعرضها للاختناق بالأتربة والرمال". وأوضح أن "القنوات المعتمدة في أحياء تمصلوحت تحترم المعايير المطلوبة"، مضيفا أن "فرقنا اشتغلت ليل نهار، حتى تمكنت من حل مشكل الصرف الصحي"، مشيرا إلى أن "المشكل بهذه الجماعة هو تواجدها في منخفض يعرضها لهجوم السيول". وأجمع كل من رئيس الجماعة والمصدر من المكتب الوطني للماء على أن حل المشكل يتطلب تدخل الحوض المائي لمعالجة مياه وادي العرارم وبوكجدر بالطريقة ذاتها التي اعتمدت في وادي إسيل، الذي كان يهدد مقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش، فأضحت حاليا بمنأى عن هجوم الفيضانات. يذكر أن رشيد بنشيخي، عامل إقليمالحوز، قام، أمس الأربعاء، رفقة إبراهيم أتكارت، رئيس المجلس الإقليمي، بتفقد مشاريع حيوية بهذه الجماعات، والوقوف على هذا المشكل الذي يؤرق سكانها.