عرفت مدينة بومالن دادس، الواقعة جنوب شرق المغرب، في الفترة الأخيرة انطلاقة أشغال مجموعة من المشاريع لإعادة تأهيلها، الأمر الذي أعطى دفعة قوية للحركية التنموية والاقتصادية بهذه المدينة، التي عرفت طفرة تنموية لم تشهد مثلها مدينة تنغير التي يوجد بها مقر العمالة وأهم الإدارات العمومية. مدينة بومالن دادس، التي يسيرها حزب التقدم والاشتراكية، تعد القلب النابض لإقليم تنغير، لكونها توجد بموقع جغرافي مهم يربط جميع الاتجاهات، وقد استفادت من عدة مشاريع ل"التأهيل" تروم تحقيق تنمية مستدامة بجميع القطاعات بالمدينة. وترتكز مشاريع التأهيل في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية على إعادة الاعتبار للمدينة، وتحسين جمالية الأزقة وواجهات البنايات، وكذا تنظيم الحرف، وتحرير الملك العمومي الجماعي، مع تحيين تسمية الشوارع والأزقة، والمساهمة في تنظيم الباعة المتجولين. حسن آيت داود، وهو من ساكنة حي أداك، أكد أن وجه المدينة تغير بشكل كبير بفضل المشاريع المنجزة من قبل الجماعة وباقي المتدخلين، مشيرا إلى أن المدينة أصبحت تتميز بطرقها وشوارعها التي تم تأهيلها مؤخرا. وأضاف أن هذه المشاريع لم تشهدها مدينة تنغير التي تعتبر عاصمة الإقليم. وقال آيت داود، في تصريح لهسبريس، "رغم بعض المشاكل التي لا تزال تعانيها مدينة بومالن دادس، فقد أصبحت تنافس المدن الكبرى من ناحية البنية التحتية، وتأهيل الفضاءات العمومية"، قبل أن يضيف "لدي ملاحظة واحدة، هي أن على المجلس الجماعي غرس الأشجار والعشب في بعض الفضاءات التي يمكن استغلالها مستقبلا كمنتزه للساكنة المحلية". من جهته، أكد محسن آيت إيشو، وهو من ساكنة مدينة تنغير، أن لا مجال للمقارنة بين مدينتي تنغير وبومالن دادس، مشيرا إلى أن مدينة تنغير، التي يسيرها حزب العدالة والتنمية، تعرف التنمية فيها ركودا خطيرا، وكل شيء بقي على ما هو عليه منذ سنوات. وأضاف أن مدينة بومالن دادس هي التي تستحق أن تكون عاصمة الإقليم، وليس مدينة تنغير التي تفقد "عذريتها" يوما بعد يوم. وزاد قائلا: "من أجل خلق ثورة تنموية بتنغير يجب على مسؤوليها أن يتحلوا بالإرادة وترك الخلافات السياسوية جانبا، كما هو الشأن في بومالن دادس، التي قامت بخطوات كبيرة ومتقدمة في التنمية على جميع الأصعدة". محمد قاشا، رئيس المجلس الجماعي لمدينة بومالن دادس، أكد أن التكلفة المالية، التي صرفت على مشاريع المدينة في العشرية الأخيرة، بلغت أكثر من 300 مليون درهم، أي ما يعادل أكثر من 30 مليار سنتيم، مشيرا إلى أن أوراشا أخرى مفتوحة ستعرفها المدينة في المستقبل. وأوضح المسؤول الجماعي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المنجزات والمشاريع المهمة التي عرفتها المدينة جاءت في إطار تنفيذ المخطط الجماعي للتنمية وبرنامج عمل الجماعة، وبفضل المجلس الجماعي والتزامات الشركاء، مضيفا أن الجماعة تمكنت من إنجاز مجموعة من المشاريع المهيكلة التي غيرت وجه المدينة، واستجابت لطموحات الساكنة المحلية.