تكابد ساكنة الجماعة الترابية القليعة، التابعة لعمالة إنزكان آيت ملول، معاناة حقيقية مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، فلا محنة لها إلا مع الماء الملوث وانقطاعاته المتكررة، وهو ما بات أمرا مقلقا لها، إذ تفاجأ بغياب هذه المادة الحيوية عن الصنابير بشكل شبه يومي، خاصة في النهار، وهي الوضعية التي عاشها القاطنون ب"القليعة" منذ حوالي أكثر من شهر. وتفاجأ قاطنو حي "القليعة الفوقانية" بغياب الماء الصالح للشرب أو انقطاعه المتكرر أو ضعف صبيب المياه بصنابير بيوتهم، دون أن يكون لهم أي علم بتوقيت الانقطاع والعودة، رغم المطالب التي ما فتئ المتضررون يبلغونها للمكتب الوطني للماء والكهرباء، وفي مقدمتها ضرورة إشعارهم بالمدة الزمنية التي سيغيب فيها الماء، من أجل اتخاذ الاحتياطات والتزود بما يكفيهم خلال تلك الفترة. وأوردت عدد من الفعاليات الجمعوية في القليعة، التي تعتبر أكبر تجمع سكاني بسوس، ضمن شكاية إلى عامل إنزكان آيت ملول، تتوفر عليها هسبريس: "منذ شهرين تقريبا عرفت منطقة القليعة الفوقانية برمتها انقطاعات متواصلة للماء الصالح للشرب، وهو ما حول حياتنا إلى معاناة كبيرة، فاقت ما كنا نعانيه قبل الربط بهذه المادة الحيوية، إذ كنا معتادين على تخزين المياه". وجاء في الوثيقة ذاتها: "بعد الربط ظننا أننا تخلصنا من هذه الحالة، حتى بتنا غير مهيئين لها، لا ماديا ولا نفسيا؛ لكن ظاهرة الانقطاعات هاته أرجعتنا إلى نقطة الصفر، فالأمر يومي ودائم، حتى إن هذه الانقطاعات لا يسبقها إشعار، كما لا يتم تحديد مدتها، وغالبا ما تتم في أوقات الحاجة إلى هذه المادة الحيوية، وبذلك صرنا نعاني بشكل كبير؛ فلا نحن متأهبون لتخزين المياه، ولا نحن نملك حلولا بديلة". محمد بكيز، رئيس الجماعة الترابية ل"القليعة"، قال في تصريح لهسبريس إن مشكل انقطاع الماء راجع بالأساس إلى "ضعف صبيب الماء في الآبار، والذي بدأت بوادره منذ شهر دجنبر من السنة الماضية، ليتفاقم الوضع منذ حوالي شهر"، موردا أن المشكل قيد المعالجة عبر "التزود بالماء انطلاقا من آيت ملول، حيث وصل ربط القليعة انطلاقا من هذه النقطة مراحله الأخيرة، واليوم تم تجريب ضغط المياه في القنوات، ومن المحتمل أن يُعاد إطلاق الماء قريبا وبصبيب 30 لترا في الثانية". المشروع الذي يسيره المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب -قطاع الماء-، قال بشأنه المسؤول الجماعي إن "اجتماعات عُقدت إقليميا وجهويا مع مسؤولي المكتب والسلطات الإقليمية من أجل الإسراع بتجاوز تلك الانقطاعات، كما أنه وعلى المدى المتوسط تنكب الجهة المعنية على إنجاز 5 ثقوب استكشافية بغابة أدميم، لتعزيز عدد الآبار المزودة للساكنة بالماء، في انتظار مشروع تحلية مياه البحر، الذي يُنتظر أن يحل هذا الإشكال على صعيد أكادير الكبير".