شرع عمال النظافة المنضوون تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أمس الثلاثاء، في خوض معركة احتجاجية ضد الشركات المفوض لها تدبير القطاع بالعاصمة الاقتصادية من أجل تحقيق ملفهم المطلبي. وفي الوقت الذي كان منتظرا أن يضرب فيه العمال عن العمل لمدة يومين، أفادت مصادر نقابية بأن اتصالات تمت من طرف السلطات، وجلسات حوارية عقدت مع إدارات الشركات، تقرر على إثرها إلغاء الإضراب مع الإبقاء على مسيرة احتجاجية انطلقت من مقر النقابة بدرب عمر صوب مقر مجلس المدينة. وسار العمال، بعد ظهر اليوم، في المسيرة الاحتجاجية صوب مقر مجلس جماعة الدارالبيضاء، وسط حضور مختلف السلطات الأمنية والمحلية التي عملت على تأمين حركة المرور، خاصة أن هذه الفترة تعرف اكتظاظا في الشوارع. وأربك العمال المحتجون المصالح الأمنية بالدارالبيضاء، خاصة بعد تحويلهم لمسار المسيرة الاحتجاجية ومرورها بشارع لالة الياقوت وصولا إلى مقر مجلس مدينة الدارالبيضاء، الأمر الذي استدعى حضور مسؤولين كبار بولاية الأمن. ورفع المشاركون في هذه المسيرة الاحتجاجية مجموعة من الشعارات ضد الشركات التي تشرف حاليا على تدبير القطاع، وكذا ضد المجلس الجماعي للدار البيضاء بقيادة حزب العدالة والتنمية، من قبيل "غيتونا غيتونا، هاد الناس كالونا"، "هذا عيب هذا عار، النظافة في خطر"، "يا أمير المؤمنين، تعالى تشوف الظالمين". وقال عبد الحميد أكورد، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للجماعات الترابية والتدبير المفوض، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الإضراب تم التراجع عنه بعد جلوس إدارات الشركات إلى طاولة الحوار مع العمال"، لافتا إلى ضرورة تسوية وضعية العمال والاستجابة لملفهم المطلبي. واحتج هؤلاء على ما أسموه "عدم تسوية الانتقال القانوني بين الصفقة المنتهية عهدتها والمرحلة الانتقالية في شقها الاجتماعي، خصوصا المادة 19 من مدونة الشغب المتعلقة بالأقدمية"، وطالبوا بالتسريع بإنهاء المرحلة الانتقالية التي قالوا إنها أثقلت كاهل الطبقة العاملة "حيث عانت كثيرا جراء عدم الاستقرار المنعكس على ظروف الاشتغال المزرية". وندد المحتجون من خلال الشعارات التي رددوها بالتماطل في تأدية أجور العمال، وعدم توفير شروط الصحة والسلامة المهنية، والاشتغال بأسطول من الشاحنات والآليات المتهالكة. ونددت النقابة ذاتها، في بيان سابق لها، بعدم إصلاح مطرح النفايات الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياة السائقين، مما قد يخلف كارثة اجتماعية وإنسانية، مطالبة بفتح "نقاش حقيقي جاد ومسؤول فيما يتعلق بمطالب عموم الأجراء وتحسين وضعيتهم الاجتماعية لخلق ظروف جيدة لانطلاق النسخة الثالثة من عقد التدبير المفوض". وكانت المكاتب النقابية لعمال شركات النظافة والعمال الجماعيين الموضوعين رهن إدارتها بجماعة الدارالبيضاء، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، قررت خوض إضراب عن العمل يومي الخميس والجمعة الماضيين، غير أن الزيارة الملكية إلى العاصمة الاقتصادية دفعت إلى تأجيل هذه الخطوة إلى وقت لاحق.