عبّر التجار والحرفيون بسوق بياضة بمدينة أسفي عن تذمرهم مما وصفوه ب"الوضعية الكارثية" لهذا المرفق البلدي الذي يعاني من عدة مشاكل، على الرغم من أدائهم لمستحقات للمجلس الجماعي لعاصمة عبدة، على حد تصريحات متطابقة لبعضهم لهسبريس. عبد الرحيم العرعوي، أحد تجار سوق بياضة، أوضح لهسبريس "أن معظم التجار يستغلون محلات بهذا السوق منذ سنة 1978"، مضيفا "لكنهم يعيشون منذ مدة طويلة وضعا كارثيا، بسبب الحالة التي أضحى عليها هذا المرفق البلدي؛ وهو ما انعكس سلبا على الرواج التجاري، ويضعهم في وضع لا يحسدون عليه بسبب الديون المتراكمة عليهم"، على حد قوله. وفي السياق نفسه، قال التاجر حسن سكريبة: "مجموعة من التجار عرضوا محلاتهم للبيع، ومنهم من يكابد في صمت ولا يريد أن يغادر هذا السوق الذي شب فيه، ويشكل مصدر عيشه؛ لكنه تحول بين عيشة وضحاها إلى وكر للمتشردين والمتسكعين، ومطرح للأزبال". وندد محمد الواسعي، الذي يستغل محلا للتجارة بسوق بياضة، بالوضع المزري الذي أصبح عليه السوق سالف الذكر، بسبب ما نعته ب"البناء العشوائي، وغياب أسقف تحمي التجار من التساقطات المطرية وحرارة شمس فصل الصيف"، مضيفا أن "هذا المرفق يفتقر إلى الأبواب والأمن والتبليط والنظافة والإنارة"، مشيرا إلى أن "المسجد هو الآخر في حاجة إلى العناية". وأوضح التجار السابق ذكرهم أنهم وجهوا عدة رسائل إلى الجهات المعنية، مطالبين كل من المجلس البلدي والسلطة الإقليمية بالالتفات إلى هذه المعلمة التاريخية، لإعادة ترميمها وتأهيلها من أجل ضمان استمراريته، ليساهم في التنمية المحلية، بمدينة تغيب فيها فرص الشغل. وللوقوف على جواب المجلس الجماعي لمدينة أسفي، ربطت هسبريس الاتصال بعبد الجليل لبداوي، رئيس هذه الجماعة الترابية، الذي أوضح "أن المعضلة التي يعاني منها هذا السوق هي احتلال ساحة حي بياضة والشوارع المؤدية إليها من الباعة الجائلين و"الفراشة"، الذين احتلوا المكان بكيفية خلقت نوعا من التذمر والاستياء لدى ساكنة المنطقة والتجار"، حسب تعبيره. وأورد المسؤول سالف الذكر "أن المجلس البلدي ينتظر الانتهاء من سوق مفتاح الخير النموذجي، الذي سينقل إليه الباعة الجائلون المحتلون للشوارع المحيطة بهذا السوق"، مضيفا "أن الجماعة تقوم حاليا كذلك بتأهيل الأسواق القديمة كسوق السمك وسوق إدريس بناصر"، نافيا "أن يكون سوق بياضة في وضعية كارثية كما جاء على ألسنة التجار المذكورين"، ومشيرا إلى أن "التدخل للعناية به مشروط بالانتهاء من مشكل احتلال الشوارع المحيطة به". يذكر أن السلطات المحلية بمدينة آسفي تقوم، بين فينة وأخرى، بحملات واسعة لتحرير الملك العمومي المحيط بسوق بياضة، الذي اكتسحته أعداد كبيرة من الباعة الجائلين، الذين يغلقون كل الأبواب المؤدية إلى سوق