عَرَض عدد من قاطني الحي السكني الفتح بمدينة خريبكة منازلهم للبيع بشكل جماعي، بعدما تناهى إلى علمهم عزمُ السلطات المحلية والمنتخبة على نقل محلات بيع الدجاج الحيّ من مدخل المدينة بالجهة الشمالية إلى سوق نموذجي متواجد بحيّهم، كما نظموا، صباح اليوم، وقفة احتجاجية لإيصال أصواتهم إلى المسؤولين المعنيين بذلك الإجراء. وعلّق جيران السوق النموذجي لافتات بواجهات منازلهم كُتب عليها "منزل للبيع..الاتصال بعين المكان"، معلنين بذلك رفضهم مجاورة المرفق الذي تعتزم السلطات تحويله إلى سوق لبيع الدجاج الحي، وذلك بعدما راسلوا مجموعة من الجهات المعنية بالموضوع، من بينها عمالة إقليمخريبكة والمجلس البلدي. وقال محمد مرمول، أحد جيران السوق النموذجي الفتح، إن "السلطات تودّ إخلاء محلات بيع الدجاج من أجل تمكين مشتري الأرض من بناء عقاراته مكانها، لكنها لم تجد أي حرج في نقل تلك المحلات إلى فضاء لا تفصله عن المنازل إلا خطوات قليلة". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "السكان اشتروا منازلهم بجوار السوق النموذجي باعتباره مرفقا مخصصا لما تُبنى من أجله الأسواق النموذجية المعروفة، ولم يكونوا يتوقعون أن تلجأ إليه السلطات لحل مشكل عقاري على حساب صحة وسلامة السكان التي باتت مهددة إذا تحول المرفق إلى سوق لبيع الدجاج الحي". وشدّد مرمول على أن "المتضررين راسلوا عامل الإقليم وباشا المدينة ورئيس المحلقة الإدارية ورئيس المجلس الجماعي، كما عقدوا لقاءات مع ممثلي السلطات المحلية؛ بدا من خلال مخرجاتها وكأن نقل المحلات إلى حي الفتح أمر منزّل ومفروض ولا يمكن تغييره، وهو ما يرفضه السكان بشكل تام". وطالب سكان الحي عامل الإقليم، حسب مراسلات تتوفر هسبريس على نسخ منها، بضرورة "التدخل ورفع الضرر الذي سينتج عن بيع الدجاج الحي قرب المنازل، والمتمثل أساسا في الروائح الكريهة والتلوث والتعفنات الخطيرة والحشرات المضرة والغبار والضجيج". وفي المقابل، قال محمد عفيف، نائب رئيس المجلس الجماعي بخريبكة، إن "سكان المدينة في حاجة إلى محلات لبيع الدجاج الحي، لذلك سيتم نقل نصف عدد المحلات المتواجدة في المكان الحالي إلى سوق نموذجي بالحي السكني النهضة، والنصف الآخر سيُنقل إلى السوق النموذجي بحي الفتح، لأن الجماعة لا تتوفر على وعاء عقاري آخر تحت تصرفها، وليست لديها الإمكانيات لشراء وعاء جديد". وأضاف المتحدث ذاته أنه "من الصعب التغلب على منطق التعرضات التي تواجه بها مختلف المشاريع، خاصة إذا لم يكن هناك أي بديل أو وعاء عقاري آخر صالح لإنجاح المشروع"، مؤكّدا أن "التعرضات ينبغي أن تكون معقولة ومضبوطة وتراعي التوازنات التجارية والحرفية والوظيفية، إذ لا أحد سيرغب في مجاورة محلات لبيع الدجاج، وفي الوقت ذاته المدينة في حاجة إلى هذه التجارة"، خاتما تصريحه للجريدة بالتساؤل: "أين سننقل هذه المحلات إذن؟".