حثّ الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة والمغرب على "تسريع الاستفتاء الذي طال انتظاره حول تقرير مصير الأمة الإفريقية"، مضيفاً: "إنْ لمْ يتم ذلك فلن تحقق القارة الحرية الكاملة لسكانها الأفارقة". وتأتي خرجة غالي بُعيد مؤتمر "بريتوريا"، الذي شهدَ حضُورَ 15 بلدا إفريقيا ضمن مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، المعروفة اختصارا ب"ساداك"، لمساندة جبهة البوليساريو، وبعد جولة "جنيف 2" التي انتهتْ بدون أيّ نتائج مُشجّعة على مواصلة الحوار الأممي المفضي إلى حل سياسي توافقي بين الأطراف المتنازعة. وشدّد غالي على أن "مؤتمر مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (سادك) في بريتوريا يعد بمثابة تذكير بالقرارات البارزة، مثل محكمة العدل الدولية (عام 1975) التي تحرم المملكة المغربية من السيادة على الصحراء، موضحة أن الدولتين المتجاورتين متميزتان"، وقال: "قرار المحكمة يحظر استغلال الموارد الطبيعية للصحراء دون موافقة شعبها". وأضاف غالي أن المؤتمر كان بمثابة رسالة "صريحة" للمغرب والاتحاد الأوروبي "لوقف النهب والاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية للبلاد"، مضيفاً أن "الخيارات والتطلعات الصحراوية واضحة وحازمة في تحقيق الحرية"، وفق تعبيره، ومبرزاً أن "البوليساريو مستعدة للدخول في مفاوضات مع المغرب بحسن نية ودون أي شروط مسبقة لحل النزاع". في هذا الصدد، أوردَ المحلل والخبير في قضايا الصحراء نوفل البعمري أنّ تصريحات إبراهيم غالي وغيره من قيادات تنظيم جبهة البوليساريو هي "للاستهلاك الداخلي، ولا تأثير سياسيا لها في الملف، لأن الواقع تجاوز البوليساريو؛ إذ إن الأممالمتحدة أصبحت تتحدّث عن حل سياسي واقعي"، مبرزاً أن "الحل بهكذا مواصفات لا يمثله استفتاء تقرير المصير، بل يمثله الحل المقترح من طرف المغرب المتمثل في الحكم الذاتي". وفي جوابه عما ينتظرُ الرباط بعد "جنيف 2"، أشارَ البعمري في تصريح لجريدة هسبريس إلى نقطتين؛ الأولى تتعلق بقرار مجلس الأمن المقبل الذي سيسبقه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تطور العملية السياسية ومدى مطابقتها لقرارات مجلس الأمن، خاصة الصادر منها في أكتوبر الماضي، وزاد: "ستكون العملية كلها محط تقييم شامل لأنها كانت موضوع نقاش، خاصة منها بعثة المينورسو والدعم المالي الذي تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمشروط بخلخلة الوضع الجامد في الملف". أما النقطة الثانية التي يقدمها البعمري فهي "أنه بعد قرار مجلس الأمن سينتقل كولر إلى الإعداد للجولة الثالثة من المائدة المستديرة المنتظر انعقادها في الصيف المقبل، حيث ستكون مستندة إلى قرار جديد لمجلس الأمن، وإلى التقدم الذي قد يكون حصل في الجولة الثانية"، وزاد: "نحن أمام مستجدات سياسية تهم الملف، والأيام المقبلة ستوضح توجه الأمين العام للأمم المتحدة، خاصة على مستوى المائدة المستديرة التي تم الرهان عليها لدخول مفاوضات جدية على قاعدة الحل السياسي الواقعي".