يبدو أن الزيارة التي يرتقب أن يقوم بها البابا فرانسيس، رئيس دولة الفاتيكان، نهاية الشهر الجاري، باتت محطة للاحتجاج، إذ أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة عن إضراب وطني السبت المقبل، فضلا عن خوض أشكال نضالية محلية وجهوية إلى غاية الخميس، تنديدا ب"الأوضاع المزرية والكارثية التي يعرفها قطاع الصحة". وقالت التنسيقية سالفة الذكر إنها "أشارت مراراً وتكراراً إلى الاختلالات التي تعرفها الوزارة في تدبير الموارد البشرية؛ إذ تم تخصيص 2000 منصب مالي بشراكة مع الجماعات الترابية في إطار التعاقد، ما يسمح للتقنيين في المهن شبه الطبية خريجي مدارس التكوين المهني الخاص المشبوهة وأصحاب الهلال الأحمر بالولوج إلى المستشفيات العمومية بموجب عقود، ما يعرض صحة المواطن إلى الخطر". وأضافت التنسيقية الوطنية أن "المناصب المالية المخصصة لوزارة الصحة لا تتعدى 4000 منصب المفتوحة سنة 2019، بالنسبة لجميع الفئات بالوزارة، من ممرضين وأطباء وإداريين ومتصرفين؛ وهذا لا يكفي لسد الخصاص في الأطر التمريضية"، مؤكدة أن "أزيد من 7000 ممرض خريج معطل ينتظر الالتحاق بالوظيفة العمومية، خصوصا في شعب القبالة (2000 قابلة معطلة) والمروضين الطبيين (482 معطلا) والمساعدة الاجتماعية (نحو 360 معطلا). وأوضح المصدر عينه أن "النظام الأساسي الجديد للوظيفة العمومية، المزمع مناقشته يوم 3 أبريل، نظام فاشل لا يخدم المواطن عامة والممرض المغربي بشكل خاص؛ لأنه أخطر ما ينتظر الموظف في إطار ما يسمى إصلاح الوظيفة العمومية، إذ يدعي تطوير المرفق العام والخدمات العمومية، في حين تدفع جل بنوده بالموظف إلى الهلاك"، معتبرا أن "النظام تخريبي ومخطط بئيس سيشكل تراجعا خطيرا غير مسبوق عن المكتسبات التي حققتها الحركات النضالية في ما يتعلق بالوظيفة العمومية". ونادت التنسيقية ب"توفير المناصب المالية الكافية لجميع الخريجين المعطلين بدون استثناء، والتعويض المادي عن الأخطار المهنية بالنسبة للمزاولين، ثم إنشاء الهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة، فضلا عن إخراج مصنف الكفاءات والمهن إلى حيز الوجود، وكذلك التسريع في إخراج الماستر المتخصص وماستر البيداغوجيا"، رافضة "إدماج الخواص بالمستشفيات والوظيفة العمومية". في هذا السياق، أكدت لطيفة وسمي، منسقة التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالدارالبيضاء، أن "التصعيد جاء استجابة لمخرجات الاجتماع الوطني للتنسيقية، المنعقد يوم السبت 16 مارس، إذ قامت التنسيقية المحلية في الدارالبيضاء بتفعيل وقفة احتجاجية أمام المعهد باللون الأسود، الثلاثاء، تعبيرا عن رفضها أي قرار تعسفي يمس حلم الوظيفة". وشددت وسمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على "استعداد الجميع للإنزال الوطني يوم السبت المقبل، مرفقا بوقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة، ومتبوعا بمسيرة نحو قبة البرلمان، وذلك للدفاع عن المطالب التالية؛ منها الرفض التام لجميع أشكال التعاقد جملة وتفصيلا، ثم المطالبة بتوفير المناصب المالية الكافية لجميع الخريجين المعطلين بدون استثناء وغيرها".