أحيت ساكنة إقليم تنغير، الثلاثاء، الذكرى 86 لمعركة بوكافر التي خاضت غمارها قبائل آيت عطا ضد الاستعمار الفرنسي، وشكلت محطة بارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. ونظم بهذه المناسبة التاريخية الخالدة مهرجان خطابي بمدينة تنغير، ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، وحضره على الخصوص عامل إقليم تنغير، حسن الزيتوني، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الأمنية والمصالح الخارجية، إلى جانب حشد كبير من السكان المحليين، ضمنهم عدد من قدماء المقاومين في المنطقة. وسجلت الكلمات التي ألقيت في هذا التجمع الخطابي، من طرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومجموعة من المتدخلين، (سجلت) ما تحفل به هذه المعركة البطولية، التي قادها المجاهد عسو أوباسلام، من دلالات عميقة في مجال الدفاع عن حوزة الوطن، وصيانة المقدسات التي آمن بها الشعب المغربي عبر التاريخ، والمتمثلة أساسا في التشبث بالحرية والكرامة والاستقلال. كما أبرزت التدخلات ذاتها المكانة المتميزة لهذه المعركة في سجل الدفاع عن حوزة التراب الوطني، وصد قوات الاستعمار الفرنسي من التوغل في عمق التراب المغربي في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي. وطالبت ساكنة صاغرو في وقت سابق المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير برد الاعتبار لعدد من الشهداء الذين لقوا حتفهم في هذه المعركة، والذين أصيبوا فيها بعاهات مستديمة، وتعويض عائلاتهم ماديا ومعنويا، أسوة بباقي مناطق المغرب. وأضافت الساكنة أن المكان الحقيقي لتخليد هذه الذكرى ليس مدينة تنغير أو مركز جماعة إكنيون، بل جبل بوكافر الذي دارت فيه معارك شرسة بين أيت عطا والمستعمر الفرنسي، وطالبت بإعادة النظر في طريقة تخليد الذكرى في السنوات المقبلة. مصدر مسؤول رفض كشف هويته للعموم أكد أن هذه السنة عرفت تخليد الذكرى بإكنيون لعدة اعتبارات، مشيرا إلى أن عامل الإقليم وعد بتخليد الذكرى في السنوات المقبلة بإكنيون، مكانها الأصلي، وإلى أن السلطة الإقليمية ستعمل على إعداد برنامج خاص بها؛ وزاد أن الذكرى وطنية ويجب أن تحظى بالعناية اللازمة بعيدا عن الممارسات "السياسوية".