تراجع إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية، اليوم الثلاثاء، بعد يوم شهد هجمات صاروخية فلسطينية وضربات جوية إسرائيلية، لكن التوتر ظل قائما؛ إذ احتشدت القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود مع غزة. وظلت صفارات التحذير من إطلاق صواريخ تدوي في البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، بعد أن قال مسؤولون فلسطينيون إن مصر توسطت في تهدئة. لكن بحلول صباح اليوم ساد الهدوء في المنطقة الحدودية. واندلعت الأحداث عندما أصيب سبعة إسرائيليين قرب تل أبيب في هجوم صاروخي من قطاع غزة، على بعد 120 كيلومترا. وبعد ذلك اتهمت إسرائيل "حماس" بشن الهجوم الصاروخي، وأطلقت بدورها سلسلة من الضربات، مما أسفر عن إصابة خمسة فلسطينيين. أطلق نشطاء من غزة وابلا من الصواريخ على إسرائيل، وأسقطت الدفاعات الإسرائيلية بعض هذه الصواريخ، بينما وقعت أخرى في أراض فارغة. ويأتي التصعيد قبل أسبوعين فقط من انتخابات إسرائيلية يصارع فيها رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، حفاظا على مستقبله السياسي بعد عشر سنوات له في السلطة؛ إذ يعتمد في حملته الانتخابية على موقفه المتشدد ضد الفلسطينيين. ويواجه نتنياهو، الذي تلاحقه فضائح فساد، تحديا قويا من تحالف وسطي بقيادة جنرال كبير. وقطع رئيس الوزراء العبري زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، .وقال قبل أن يستقل طائرته: "وجهت ردا قويا جدا". لا ترحيب بالحرب ظلت إسرائيل في حالة تأهب اليوم الثلاثاء، وقال الجيش في بيان إنه ما زال "مستعدا لمختلف السيناريوهات". وظلت المدارس الإسرائيلية قرب الحدود مغلقة، وصدرت تعليمات للسكان بالبقاء قرب المخابئ. وقال إلياف فانونو، الذي لحقت أضرار بمنزله الواقع في بلدة سيدروت بسبب سقوط صاروخ، في تصريح لراديو إسرائيل: "قلت لأطفالي إن كل شيء سيكون على ما يرام وسينتهي الأمر، نحن نثق بأن الحكومة ستحل المشكلة". وفي غزة، أغلقت بعض الجامعات أبوابها، لكن المدارس العامة ظلت مفتوحة رغم أن العديد من الأسر أبقت أطفالها في منازلهم. ونقب الفلسطينيون وسط أنقاض المباني المدمرة بحثا عن أشيائهم الثمينة وأوراقهم. وكان من بين الأهداف الأولية التي تم قصفها مكتب إسماعيل هنية، مدير المكتب السياسي ل"حماس"، إلا أنه كان قد تم إخلاؤه على الأرجح قبل ذلك. وقال محمد سيد البالغ 40 عاما: "لا نريد حربا، لكن إذا كانت إسرائيل تريد ذلك فماذا علينا أن نفعل؟ نطلب من فصائلنا الرد". وأضاف: "نأمل أن تتوصل مصر إلى اتفاق لإنهاء ذلك". وشنت إسرائيل ثلاث حروب على غزة منذ أن سيطرت "حماس "على القطاع في 2007. والضربات الجوية الإسرائيلية تحدث من آن إلى آخر، لكن حشد قوات إضافية سريعا على المنطقة الحدودية أمر غير معتاد. *رويترز