قال عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، إن تنظيم أشغال المنتدى الدولي للتعاون والشراكات المحلية "يعد ثمرة لتطور علاقات التعاون والشراكة التي تجمع بين جهتي الشرق والشرق الكبير بفرنسا، ويحظى بمساندة وزارة الداخلية المغربية، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، ودعم الصندوق المشترك الفرنسي المغربي لدعم التعاون اللامركزي". جاء ذلك خلال كلمة افتتاحية لبعوي خلال انطلاق فعاليات المنتدى المذكور، اليوم الخميس بمدينة السعيدية، والذي ينظمه مجلس جهة الشرق وجهة الشرق الكبير بفرنسا، بدعم من وزارة الداخلية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية. وأضاف رئيس الجهة: "الجميع أصبح يؤمن بأن التعاون اللامركزي يعتبر من أهم معالم التحولات التي بصمت مسار تجربة الجهوية المتقدمة في المغرب، لذلك دأبنا في مجلس جهة الشرق على العمل من أجل الرفع من مستوى علاقاتنا مع الجهات الصديقة التي نتقاسم معها الأهداف نفسها في الفضاءين الإفريقي والأوربي". وأكد بعوي أن الجهات في العصر الراهن أصبحت تضطلع بدور إستراتيجي في التنمية بمختلف أبعادها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والبيئية والدبلوماسية، مشيرا إلى أنها على الصعيد الداخلي "أضحت شريكا للدولة على مستوى ترتيب السياسات العمومية وتوفير شروط تنزيلها ماديا وبشريا على مستوى التخطيط والتنفيذ؛ وأما على الصعيد الدولي، وفي نطاق عصر العولمة، فأضحت تلعب دورا أساسيا في صياغة العناوين الكبرى للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وهي السياسات التي تأثر جهويا ومحليا في الجهود التنموية التي نقوم بها في بلداننا، إما إيجابا أو سلبا". وأبرز رئيس جهة الشرق أن الاتفاقيات المبرمة مع بعض الجهات الفرنسية، والبلجيكية، والإسبانية، وبعض الجهات الإفريقية، "تعكس توجهات مجلس جهة الشرق في ميدان التعاون اللامركزي، إذ شملت مقتضياتها وبنودها مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي". كما كشف المتحدث أن مجلس الجهة يراهن على إعطاء التعاون اللامركزي أهمية كبرى لكي يصبح أداة فعالة ومبدعة في وضع البرامج المشتركة وفق أجندة زمنية مضبوطة الآجال، مع تخصيص الإمكانات اللازمة لتنزيلها وتنفيذها على مستوى التخطيط والتنفيذ بواسطة موارد بشرية مؤهلة لهذه الغاية، وزاد: "هذا اللقاء سيلامس القضايا التي تشغلنا جميعا، مثل التسويق الترابي، والتنافسية المجالية، وتطوير العلاقات الاقتصادية، والرفع من مستوى وتيرتها وإنزالها على أرض الواقع". وأكد عبد النبي بعوي أن التعاون اللامركزي بين الجهات وتبادل الخبرات بين مكوناتها "سيكون من شأنه بلورة الحلول وإيجاد الصيغ الملائمة للنهوض بأوضاع الساكنة والاستجابة لمطالبها في مجال الصحة والتعليم والثقافة والشغل إذا ما تم توظيفه توظيفا سليما؛ فضلا على أنه سيمكن من إرساء علاقات أخوة وتضامن وتعاون بين الشعوب، ويساهم في تطوير علاقات الحوار وترسيخ ثقافة حسن الجوار". من جهته، قال "جان روتنر"، رئيس جهة الشرق الكبير بفرنسا، إن المنتدى يأتي في إطار تعزيز أواصر التعاون والشراكات المحلية، خاصة تلك التي تجمع بين جهة شرق المغرب وجهة الشرق الكبير بفرنسا، نظرا للعلاقات التي تجمعهما منذ عقود، مشيرا إلى أن جهة الشرق الكبير وجهة شرق المغرب "لهما طموح لدعم وتقوية العلاقات الدولية لخدمة المصالح المشتركة، باعتبار التعاون اللامركزي أًصبح من أهم المزايا لتقدم الجهات". وأكد المتحدث أن الجهات أضحت تلعب دورا مهما لتطوير هذه الشراكات لملامسة قضايا التسويق الترابي، ومحاربة هجرة الأدمغة والإرهاب، وبلورة الجهود خدمة لقضايا الساكنة. حري بالذكر أن هذا المنتدى، الذي يندرج في سياق الملتقيات الدولية للتعاون اللامركزي لجهة الشرق، "يتوخى تثمين مكتسبات الشراكة المحققة ونسق تسييرها وتنفيذها وتبادل الممارسات الجيدة والتجارب في ما يتعلق بالتنمية المحلية، والبحث عن أفضل صيغ التعاون التي تتوخى الرفع من الأثر الإيجابي للتنمية المحلية من خلال تضافر الجهود الرامية إلى تعزيز الشراكات". كما يشار إلى أن افتتاح المنتدى شهد حضور كل من والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد، والكاتب العام لمنظمة الجماعات والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، وسفير الجمهورية الفرنسية، ورئيس جهة الشرق الكبير بفرنسا، والمدير العام ل "والوني بروكسيل إنترناسيونال- الرباط"، والكاتب العام التنفيذي للجنة الجهات المتوسطية، والمدير العام لوكالة جهة الشرق، وعامل إقليمبركان، ورؤساء وممثلي الجهات الأوروبية والإفريقية، ورؤساء السلطات القضائية ورؤساء المصالح الأمنية، ورؤساء وممثلي الجهات المغربية، والمنتخبين، ورؤساء الغرف المهنية، ورؤساء المصالح الجهوية اللاممركزة، وممثلي فعاليات المجتمع المدني.