ناظورسيتي: بدر الدين أبعير- محمد حجلة انطلقت صباح اليوم الاثنين، بأحد الفنادق المصنفة بمدينة السعيدية، فعاليات المنتدى الدولي للتعاون والشراكات المحلية، الذي أشرف على تنظيمه مجلس جهة الشرق، بشراكة مع وكالة جهة الشرق، والذي يندرج في إطار الملتقيات الدولية للتعاون اللامركزي لجهة الشرق، بدعم من وزارة الداخلية المغربية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وذلك في إطار المشروع الذي يدعمه الصندوق المشترك الفرنسي المغربي لدعم التعاون اللامركزي. و من خلال كلمة ألقاها عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، أشاد خلالها بمجهودات كافة الشركاء، من مؤسسات مركزية وسلطات ولائية وجهوية، ومختلف الهيئات المنتخبة، وممثلي فعاليات المجتمع المدني، والمنابر الإعلامية على الدور الذي تقوم به في سبيل تدعيم علاقات التعاون والشراكة بين جهة الشرق والشرق الكبير بما يخدم المصالح العامة لساكنة الجهتين، موجها شكره لكافة ضيوف المنتدى، من كبار المسؤولين الاوروبيين والأفارقة، خاصة رئيس جهة الشرق الكبير، ورؤساء الجهات الافريقية، والكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية الافريقية، مبرزا أن المجلس يتقاسم معهم، الطموح والآمال في ابتكار وإبداع سبل جديدة للتعاون والشراكات المحلية، تستهدف بالاساس تقوية العلاقات ودعم برامج الوحدات الترابية وتكريس قواعد حكامتها بما يخدم الأهداف المشتركة بينهم في تحقيق العيش الكريم والأمن والتربية والديموقراطية للشعوب والأجيال الصاعدة. وأشار بعوي، أن الجميع أصبح يؤمن بأن التعاون اللامركزي، باعتباره من بين أهم معالم التحولات التي بصمت مسار تجربة الجهوية المتقدمة في المغرب، مبرزا أنه لذلك دأب مجلس جهة الشرق على العمل من أجل الرفع من مستوى علاقاته مع الجهات الصديقة التي يتقاسم معها نفس الأهداف في الفضائين الإفريقي و الأوربي، مؤكدا أن ما يحفز مجلس الشرق على هذا النهج، هو أن منظومة الجهات في العصر الراهن، أصبحت تضطلع بدور استراتيجي في التنمية بمختلف أبعادها الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، البيئية والدبلوماسية، حيث أنه على الصعيد الداخلي، أضحت شريكا للدولة على مستوى ترتيب السياسات العمومية وتوفير شروط تنزيلها ماديا وبشريا على مستوى التخطيط والتنفيد، أما على الصعيد الدولي، وفي نطاق عصر العولمة، أضحت الجهات تلعب دورا أساسيا في صياغة العناوين الكبرى للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وهي السياسات التي تأثر جهويا ومحليا في الجهود التنموية التي تقوم بها بلداننا، إما إبجابا أو سلبا، وأكد بعوي قائلا: " إن الاتفاقيات المبرمة في هدا الشأن مع بعض الجهات الفرنسية، والبلجيكية، والإسبانية، وبعض الجهات الإفريقية، تعكس توجهات مجلس جهة الشرق في ميدان التعاون اللامركزي، بحيث شملت مقتضياتها وبنودها مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي. ولمح بعوي إلى أنه ضمن هده الرؤية، وجب التأكيد، على أن مجلس الشرق يراهن على إعطاء التعاون اللامركزي أهمية كبرى لكي يصبح أداة فعالة ومبدعة في وضع البرامج المشتركة وفق أجندة زمنية مضبوطة الآجال، مع تخصيص الإمكانات اللازمة لتنزيلها وتنفيذها، على مستوى التخطيط والتنفيذ بواسطة موارد بشرية مؤهلة لهذه الغاية. وأثنى محمد لمباركي، المدير العام لوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، عن تنظيم مثل هذه التظاهرات الدولية، المتمثلة في تنظيم مثل هذه التظاهرات، التي تخدم تنمية الجهة الشرقية بصفة عامة، من خلال عقد اتفاقيات شراكة، تروم النهوض بمجموعة من القطاعات الحيوية بالمنطقة وشهد اليوم الأول من انطلاق فعاليات المنتدى الدولي للتعاون والشراكات المحلية، توقيع عدة اتفاقيات شراكة بين مجموعة من المؤسسات المغربية ونظيراتها الفرنسية في إطار اتفاقية شراكة أبرمت منذ أزيد من عشرين سنة بين جهة شرق المغرب وشرق فرنسا الكبير، من بينها، إمضاء اتفاقية شراكة من أجل إنشاء مدرسة مهن البحر بإقليم الناظور، التي تهدف إلى تكوين أطر وعمال سيشغلون عدة مناصب بالمشروع الجديد ميناء الناظور غرب المتوسط. وفي تصريح خص به "ناظورسيتي"، شدد بعوي على أن اشغال هذا المنتدى تكتسي أهمية كبرى، باعتبار المواضع المدرجة على جدول أعماله وعلى رأسها مسألة التدبير الترابي وما يطرحه من أسئلة، وما يقتضيه من أجوبة. واسترسل بعوي، على أن التعاون اللامركزي يمثل أحد الوسائل الكفيلة بإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل التي تأثر سلبيا في مسيرة التنمية وأن السبيل الوحيد لتجاوزها يكمن في تبادل التجارب وإغنائها بالحلول الإبداعية، عبر شراكة جدية تنقلنا من واقع الخطاب إلى واقع الفعل الملموس. وأضاف بعوي، أن مجلس جهة الشرق، يعمل على أن يخرج هذا المنتدى بتوصيات ذات مضمون فعلي، وبأهداف مرحلية وبعيدة في مجال التعاون اللامركزي، مشددا على استعداده للتعامل مع كل المبادرات الثنائية أو المتعددة الأطراف من أجل خدمة الأهداف النبيلة لشعوبنا وجهاتنا وساكنتنا، وانسجاما مع تاريخها وتقاليدها المشرقة، مبرزا أن جهة الشرق ستضل همزة وصل وتعاون من أجل تعزيز روابط التعاون شمال- جنوب، جنوب - جنوب وتقوم بدورها في الفضاء المتوسطي بما يخدم التنمية والامن والديموقراطية.