استبعدت جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر حدوث صدام بين البرلمان المنتخب ذي الأغلبية من التيارات الإسلامية من جانب، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد، من جانب آخر، بشأن صلاحيات البرلمان المنتخب في تشكيل الحكومة. وقال المرشد العام السابق للجماعة محمد مهدي عاكف، في تصريح صحفي الأحد، إن الإخوان المسلمين سيكونون أحرارا بشأن تشكيل الحكومة إذا حصلوا على أغلبية في مجلس الشعب، ولن يتمسكوا بشىء إلا لمصلحة مصر وسيتعاونون مع المجلس العسكري لما فيه مصلحة البلاد. وعبر عاكف عن أمله في أن ينجح البرلمان القادم في تغيير الأمور في مصر الى الأفضل وقال "إذا حصل الإخوان على أغلبية برلمانية في الانتخابات فإن مصر ستتغير في اتجاه العدل والحرية والمساواة وسيتم تطبيق النموذج المصري وليس النموذج التركي أو الإيراني". وأكد أنه لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالدولة الدينية، لكن هناك الدولة التي يحكمها الشعب، منتقدا ربط مصر بالنماذج الأخرى مثل أفغانستان أو السودان. وكانت قوائم حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" قد حصدت في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين 40 في المئة من الأصوات، فيما حصدت قوائم حزب "النور" السلفي 25 في المئة من الآصوات، أما الكتلة المصرية (حزب المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي والتجمع) فحصلت على 15 في المئة من الأصوات ثم قائمة حزب الوفد (11 في المئة). ويدور جدل في الوسط السياسي المصري حول أحقية الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية في تشكيل الحكومة وما اذا كان التيار الديني سيتولى تلك المهمة في حال واصل تقدمه أم يظل الأمر على سابقه حيث يقوم رئيس الجمهورية (وهو هنا رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة) بتعيين الحكومة. وأكد محمد مهدي عاكف أنه لا يوجد ما يمنع حدوث تنسيق في البرلمان المقبل بين جماعة " الإخوان المسلمون" والسلفيين ومعهم التيار الليبرالي موضحا أن حزب " الحرية والعدالة " يسعى للتعاون مع الجميع في إطار المصلحة العليا للبلاد. وعن موقف الجماعة من السياحة، قال عاكف إن مصر بلد بها إمكانيات سياحية كبيرة وعندما يتم وضع مشروع للنهوض بالسياحة ينبغي الابتعاد عن الكلام الفارغ بشأن ملابس السائحات وغيرها وأن يكون الحديث عن مشاريع كبيرة للنهوض بهذا القطاع الحيوي.