دعا الاتحاد الإفريقي إلى تفعيل الآلية الإفريقية حول نزاع الصحراء، التي تم إحداثها في "قمة نواكشوط" منتصف العام الماضي، وذلك في اجتماع عقده رئيسه الدوري عبد الفتاح السيسي مع رئيس مفوضية الاتحاد؛ موسى فكي. وذكر بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفق مع رئيس المفوضية الإفريقية على "الحاجة الملحة إلى تفعيل الآلية الإفريقية حول قضية الصحراء". وكشف المصدر ذاته أنه "سيتم اتخاذ خطوات عملية لعقد أول اجتماع لهذه الآلية الإفريقية في أقرب وقت ممكن". السيسي وفكي دعيا أطراف النزاع، وجميع الدول الأعضاء في المؤسسة الإفريقية، إلى "التعاون الكامل مع الآلية الإفريقية للاضطلاع بولايتها، وتنفيذ قرار قمة نواكشوط الصادر في يوليوز 2018". وفي وقت تضغط الجزائر وجنوب إفريقيا من داخل الاتحاد الإفريقي لتلعب الآلية الإفريقية دورا مهما في حل نزاع الصحراء، يرفض المغرب أي تحريف لمسار تسوية النزاع من خارج منظمة الأممالمتحدة. وتنص قرارات قمة نواكشوط على أن الآلية الإفريقية تهدف إلى تقديم الدعم لجهود الأممالمتحدة من أجل مضاعفة حظوظها في بلوغ هدفها لتسوية هذا النزاع الإقليمي. وتتوخى جبهة البوليساريو من خلال الآلية الإفريقية أن يوصي رؤساء الاتحاد الإفريقي بفرض مبعوث إفريقي إلى الصحراء، بالتوازي مع الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي، هورست كولر. لكن الرباط ترفض بشدة تحويل المسار الأممي من نيويورك، مقر الأممالمتحدة، إلى أديس أبابا، مقر الاتحاد الإفريقي. وقبل يومين، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إلى تجاوز النقاشات "العقيمة وغير المجدية والمنفصلة عن الواقع" داخل الاتحاد الإفريقي بخصوص قضية الصحراء المغربية، وذلك في لقاء مع نظيره الرواندي، ريتشارد سيزيبيرا. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية رواندا، الذي ترأس رفقة بوريطة أشغال الاجتماع الأول للجنة العليا المشتركة المغربية الرواندية، التزام بلاده ببذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى "حل عادل ومنصف" لنزاع الصحراء، مشيرا إلى أن البلدين ينسقان سويا من أجل الدفع بأجندة إصلاح الاتحاد الإفريقي. جدير بالذكر أن موسى فكي كان قد قدم في "قمة نواكشوط"، لأول مرة، تقريرا مفصلا عن قضية الصحراء أمام رؤساء دول وممثلي حكومات الاتحاد الإفريقي. التقرير شدد على ضرورة أن "يُشارك الاتحاد الإفريقي بنشاط في إيجاد حل، بالنظر إلى مسؤوليته في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في جميع أنحاء القارة"، لكنه حدد دور الاتحاد في "مرافقة ودعم الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة، مع مراعاة أُن يبقي مجلس الأمن الإفريقي المسألة قيد نظره".