تعيش مخيمات تندوف على صفيح ساخن بعد تأكد التحاق قيادي عسكري بجبهة البوليساريو بأرض الوطن، وذلك في وقت حاولت الآلة الدعائية للتنظيم الانفصالي أن تكذب الواقعة، خصوصا أن ظاهرة الفرار عبر "الجدار الرملي المغربي" تراجعت في السنوات الأخيرة. وأظهرت بطاقة تعريف وصور، جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الإطار المتمرد على جبهة البوليساريو يدعى سلامو بلال، وينتمي إلى "درك الناحية الخامسة" من "دائرة الحكونية" الواقعة على الأراضي الجزائرية. وفر سلامو بلال عبر سيارة مخصصة لحمل السلاح على مستوى خط الدفاع بمنطقة فارسية (واد درعة)، لكن مصادر في ما تسمى "وزارة الدفاع الصحراوية" قالت إنه لم يكن يحمل أي نوع من الأسلحة. وخلف فرار الإطار العسكري، الذي يبلغ من العمر 29 سنة، موجة استياء واسعة داخل وخارج مخيمات تندوف؛ إذ عجت صفحات اجتماعية على موقع 'فيسبوك" بتعاليق نشطاء صحراويين شباب متعاطفين مع تنظيم البوليساريو، تعبر عن تذمرهم من واقعة الفرار. وقال ناشط صحراوي: "قيادة الفشل والفساد بجبهة البوليساريو ستدفع الشباب إلى الفرار. لا يجب أن يلام هذا الجندي وهو في صغر سنه لا يرى مستقبلا واضح المعالم أمامه فاختار خيار الهروب". معلق صحراوي آخر أورد أنه "إذا صح هروب مسؤول عسكري فإن الأمر سيكون له ما بعده، خصوصا أن ظاهرة الفرار إلى الأحزمة المغربية كانت قد تراجعت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة"، متسائلاً عن سبب عودتها في هذا التوقيت بالضبط. نوفل البوعمري، الباحث في شؤون الصحراء، اعتبر أن عودة الصحراويين إلى أرض الوطن تؤكد أن "مشروع الانفصال والجبهة انهار ولا مستقبل له في المنطقة"، وزاد: "إذا كان العسكري يفر من هناك مخاطرا بحياته من أجل أن يلتحق بوطنه وأرضه وصحرائه بالمغرب فماذا عن باقي السكان الذين يعيشون جحيما مضاعفا وأوضاعنا مأساوية يتداخل فيها الإنساني بالاجتماعي بالاقتصادي وبالحقوقي؟". وعن دلالات الواقعة، يرى البوعمري أن العودة تأتي بعد يومين من انطلاق جولة "جنيف 2" حول نزاع الصحراء المغربية برعاية الأممالمتحدة، مضيفا أن "هذا الفعل جواب على الجزائر والبوليساريو، لأنه إذا سمح بحرية التنقل لن تظل في المخيمات سوى خيام فارغة على عروشها".